أكثر محمد حاجب، المعتقل السلفي الجهادي سابقا الذي يعيش حاليا بألمانيا، من الحديث عن المغرب عبر وسائط التواصل الاجتماعي، مع العلم أنه زعم التخلي عن الجنسية المغربية، بما يعني أنه لم يعد مغربيا، وتراب المغرب أصلا يكره الخونة، فكل ما يقوله اليوم عن المغرب يعتبر تدخل مواطن أجنبي في شؤون بلد بعيد عنه، غير أن الحقيقة أكبر من ذلك، لأن حاجب الألماني المتخلي عن جنسيته المغربية، يتم استغلاله ضد المغرب من قبل المخابرات الألمانية. ورغم أن المغرب شديد التحفظ فيما يتعلق بالمعلومات الأمنية فقد اضطر ذات يوم عن طريق وزارة الخارجية إلى التعبير عن غضبه الشديد من هذا الملف حيث جاء في بيان للديبلوماسية المغربية "إن السلطات الألمانية تعملُ بتواطؤ مع مدان سابق بارتكاب أعمال إرهابية، ولاسيما من خلال الكشف عن معلومات حساسة قدمتها أجهزة الأمن المغربية لنظيرتها الألمانية". وحتى يكون لحاجب دور فعال في صراع جيوستراتيجي فقد حاولت الجهة التي توظفه تبييض سيرته، وتكييف ماضيه مع الحاضر ومع المطلوب منه مستقبلا، فيتم اليوم تقديمه كمعتقل سياسي سابق، ولم يكذبوا لأن الكاف للتشبيه، فكل الإرهابيين يتشبهون بالمعتقلين السياسيين، لكن الانتماء الحقيقي لحاجب هو السلفية الجهادية، التي هدفها غير سياسي وإنما قتالي، ولا تعترف بالآخر، الذي هو هدف للتدمير والتخريب. حاجب وبتوجيه بمشغليه، يحاول اليوم تكييف كل ماضيه الإرهابي على أنه مجرد اعتقال سياسي، فأول مرة تم اعتقاله بباكستان، يقول اليوم إنه دخل إلى هذا البلد في إطار الخروج في سبيل الله مع جماعة الدعوة والتبليغ السلمية، و الحقيقة أنه طلّق هذا الانتماء وهو في ألمانيا وانتمى إلى التيار الجهادي قبل سفره سنة 2009، فليس من عادة التبليغيين بيع ما يملكون عند الرحيل لأن ما يسمى عندهم "الخروج في سبيل الله" محدود زمنيا وأقصى مدة هي ستة أشهر ثم يعودون. لكن المعروف أن حاجب قبل أن يغادر إلى باكستان باع ما وراءه وما أمامه وأخذ زوجته الألمانية الجنسية و ابنيه إلى المغرب ليتكفل بهم أبويه بمدينة تيفلت حتى يتسنى له الهجرة إلى بلاد الجهاد العالمي وهذا ما يسمى عند الجهاديين بالنفير، كما توجد هناك تأكيدات على أن حاجب تدرب على الأسلحة في معسكرات القاعدة بباكستان خاصة سلاح الكلاشينكوف الذي تعلم استعماله على يد أبو حمزة الآذري (من أدربيجان)، وعندما تم اعتقاله في هذا البلد (باكستان) لم يكن الأمر يتعلق بمهاجر سري ولكن بجهادي غير متفق على دخوله، فبعد نهاية ما يسمى الجهاد الأفغاني ضد الاتحاد السوفياتي أصبحت باكستان ترفض المقاتلين على أرضها. وطوال مدة وجوده في باكستان التقى قياديين من تنظيم القاعدة، وكان معجبا بشكل كبير بأسامة بن لادن، حتى أنه كان يقلده في كل شيء، وخلال فترة وجوده في السجن كان يلقي خطبا شبيهة بخطب مؤسس القاعدة، بل كان أحيانا يلبس مثله. وقد حاول أن يلبس جبة القائد ليلة قيادته للتمرد بسجن سلا، وكان يتحرك بطريقة قادة معسكرات الإرهابيين، وطلب منهم أن ينتحروا إذا اقترب منهم رجال الأمن. وبعد تنقيلهم إلى السجن المدني بتيفلت أصبح قائدا للخديعة، التي سيتم الكشف عنها فيما بعد بعد توبة عدد من "السلفيين الجهاديين"، فقد أبدع في تزوير الحقائق لتمويه الرأس العام من خلال ادعاءات زائفة بالتعذيب ابتداءا من استعمال السواك على الجلد إلى الكي، حتى يظهر كآثار للتعذيب ويتم تصويره وتسويقه على أن المعتقلين السلفيين الجهاديين يتعرضون للتعذيب، وهو ما نفاه عدد من السجناء السابقين الذين لازموه في عدة سجون بالمغرب و الذين فضحوا هذه الخديعة ومنهم بوشتى الشارف، الذي اعترف بكذبه و قدم للرأي العام حقائق خطيرة عن تورط محمد حاجب في حملة ممنهجة لتشويه صورة المغرب دوليا على مستوى حقوق الإنسان، و أعطى كل التوضيحات لكل مراحل هذه الحرب الإعلامية الدنيئة التي قادها منذ بداية فترة سجنه بسلا و كيف أنه انقاد لتعليمات حاجب في الفيديو الذي ادعى فيه تعرضه للتعذيب عن طريق القنينة، والشيء نفسه ذكره حسن الخطاب ومحمد الفيزازي وآخرون من المعتقلين غير المعروفين. هذه هي السيرة المختصرة لمحمد حاجب، الذي يحاول تكييف ماضيه الإرهابي بحاضر سياسي، وهو مدفوع من قبل مشغليه كي ينتمي لحزب اليسار الالماني "Die Linke" شكل من أشكال التدليس حيث لا يجتمع هذا الانتماء بما يضمره حاجب من أفكار سلفية جهادية تظهر بين الحين والآخر.