شارك مئات الأشخاص٬ اليوم الأربعاء بباريس٬ في تخليد ذكرى اغتيال المغربي إبراهيم بوعرام٬ الذي لقي حتفه إثر رميه في نهر السين من قبل مجموعة متطرفة تتكون من حليقي الرؤوس تابعة للجبهة الوطنية في فاتح ماي من سنة 1991. وتجمع أزيد من 300 مشارك المكان الذي دعت إليه جمعيات تناضل ضد العنصرية٬ وتدافع عن حقوق المهاجرين ونقابات. ورفع المشاركون لافتات كتب عليها "من أجل أن تظل ذاكرة إبراهيم بوعرام وكل ضحايا العنصرية حية"٬ و"ومن أجل عدالة مثلى ضد جرائم وأعمال العنصرية". وألقى المشاركون باقات من الورد في نهر السين في نفس المكان الذي ألقي فيه الشاب المغربي على مقربة من جسر كاروسيل. ووقف المشاركون دقيقة صمت ترحما على روح الشهيد قبل أن يأخذ عدد من المسؤولين الجمعويين المنتمين إلى جمعية العمال المغاربيين بفرنسا٬ والحركة ضد العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب٬ وعصبة حقوق الإنسان٬ الكلمة. وفي وقت سابق من نهار اليوم٬ خلدت بلدية باريس ذكرى اغتيال المغربي بوعرام خلال حفل نظمته٬ تم خلاله إلقاء أكاليل من الورد أسفل لوحة تذكارية نصبت تخليدا للفقيد. وكتب على هذه اللوحة التذكارية "إلى روح إبراهيم بوعرام٬ 1965-1995٬ ضحية العنصرية٬ المغتال بهذا المكان يوم فاتح ماي 1995". وتروم بلدية باريس من خلال هذه اللوحة تأكيد التزام المدينة وساكنتها في التصدي للعنصرية والتمييز. وكان عمدة مدينة باريس بيرتران دالانوي٬ قد أكد خلال حفل تخليد سابق أن "باريس لن تنسى الشاب المغربي ابراهيم بوعرام٬ الذي ألقي به بشكل جبان في نهر السين سنة 1995 على أيدي عناصر متطرفة من حليقي الرؤوس٬ فقط لأنه عربي". وأضاف عمدة باريس٬ الذي يحرص دائما على مشاركة ابن الفقيد٬ سعيد بوعرام في هذه المناسبة٬ "أن المجتمع الفرنسي حريص على المساواة بين جميع أفراده٬ مهما اختلفت أصولهم أو أديانهم أو هوياتهم الشخصية". وتعود وقائع هذه الجريمة إلى فاتح ماي 1995٬ عندما كان ابراهيم بوعرام (29 سنة)٬ يتنزه بالقرب من نهر السين بباريس حيث تعرض لاعتداء على يد شباب من حليقي الرؤوس كانوا يشاركون في مسيرة للجبهة الوطنية بمناسبة عيد الشغل قبل أن يلقى به في النهر حيث فارق الحياة غرقا.