يواصل نظام العسكر تمريغ وجه الجزائر في التراب، وإذلال الشعب المغلوب على أمره، وذلك من خلال قبول مساعدة المستعمر السابق للبلاد ورفض العرض المغربي المتمثل في وضع طائرتين من نوع كنادير تحت تصرف السلطات الجزائرية. ولم تشفع كل الامتيازات التي قدمها النظام العسكري الجزائري لإسبانيا بخصوص الغاز والبترول، لمساعدتها على إخماد الحرائق التي إندلعت بعشرات المدن وأسقطت ما يزيد عن 100 قتيل. فقد بعثت إسبانيا بطائرة خفيفة مخصصة في الأصل لمحاربة الجراد بينما إحتفظت بالطائرات المخصصة لإخماد الحرائق لنفسها في حالة تأهب، مع إرتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة بالجارة الشمالية. ففي الوقت الذي عرض المغرب طائرتي كانادير المخصصة للحرائق والمصنوعة بكندا، رفض النظام العسكري العرض المغربي للمساعدة على إنقاذ أرواح الشعب الجزائري، مفضلاً سقوط مزيد من الضحايا. إسبانيا التي كان النظام العسكري الجزائري يعتقد أنها حليفة له، تبين في ظل الأزمة التي تسببت فيها الحرائق أن المصالح فقط ما يدفع مدريد لاختيار حلفاؤها. وكان تبون العسكر قد تجاهل المساعدة المغربية، خلال ندوة صحفية مرتبة من قبل الجنرالات، وبالمقابل تحدث عن اتفاق بين الجزائر والاتحاد الاوربي لاستئجار طائرتين فرنسيتين من نفس النوع المقترح من قبل المغرب، كما تحدث عن ان اسبانيا سترسل طائرتين اخريين من نفس النوع، وقال إن سريسرا سترسل كذلك طائرة للمساهمة في اخماد الحرائق. إلا ان اسبانيا لم ترسل إلا طائرة متخصصة في إبادة الحشرات، واحتفظت بطائرات كنادير لاطفاء الحرائق الملتهبة في جنوب الجارة الشمالية، في انتظار وصول طائرة سويسرية التي قد تكون مخصصة لمحاربة الجرذان لأن الشركاء ينطلقون في معاملاتهم من منطق المصالح الخاصة المتابدلة وليس قيم الاخوة اوالعواطف الانسانية، في حين ان المغرب عندما اقترح مساعدته للجزائر فإنه ينطلق من قيم الاخوة والجوار والتاريخ المشترك، ولا يريد من وراء ذلك لا جزاء ولا شكورا..