اعتبر مركز أبحاث في جنوب إفريقيا، اليوم الخميس، أنه من المرجح أن تواجه جنوب إفريقيا المزيد من حلقات الاضطرابات الاجتماعية المتكررة في السنوات المقبلة، إذا لم تسارع الحكومة بتنفيذ الإصلاحات الهيكلية لتحسين النمو. وقال غيربرانت فان هيردين، المحلل في مركز تحليل المخاطر (Center For Risk Analysis)، ومقره جوهانسبرغ، إن أعمال الشغب العنيفة والنهب التي اجتاحت عدة أنحاء من البلاد مؤخرا هي نتيجة "ركود الاقتصاد منذ أزيد من عقد". وشدد على أن هناك علاقة ترابط قوية بين النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي، مشيرا إلى أن أعمال الشغب والنهب يمكن أن تزداد أكثر في السنوات المقبلة، ما لم تكن السلطات جادة في تنفيذ الإجراءات والإصلاحات. وأبرز أنه من المرجح أن تعاني الشركات الصغيرة أكثر من غيرها من الاضطرابات الاجتماعية فيما تؤثر مستويات الجريمة المرتفعة على قدرة جنوب إفريقيا على جذب الاستثمارات، مشيرا إلى أن جانبا كبيرا من الاضطرابات التي هزت البلاد في السنوات الأخيرة "مرتبطة ضعف الدولة". وخسرت جنوب إفريقيا أكثر من 3 مليارات دولار في أعمال العنف والنهب التي هزت البلاد منذ سجن رئيس جنوب إفريقيا السابق جاكوب زوما بتهمة ازدراء القضاء. وتعرضت المدن الكبرى مثل جوهانسبرغ وديربان وبيترماريتسبيرغ لدمار بسبب أعمال العنف والإجرام التي اندلعت في مقاطعة كوازولو ناتال، ثم امتدت إلى أجزاء أخرى من البلاد، ولا سيما غوتنغ، التي تعتبر المقاطعة الأكثر اكتظاظا بالسكان. وقالت وزيرة شؤون الرئاسة بالنيابة، خومبودزو نتشافيني، إن ما يقرب من 200 مركز تسوق و 300 متجر و 1400 جهاز صرف آلي و 300 بنك ومكتب بريد، بالإضافة إلى 120 صيدلية، تعرضت للتخريب والنهب. ولقي 330 شخصا على الأقل مصرعهم، لاسيما بسبب التدافع خلال أعمال النهب.