بعد أن تبوّل في موسكو أَمامَ الْمَلإِ...شنقريحة يهدد حفتر نيابة عن تبون العسكر بعد سكوت طويل من قبل نظام العسكر وقناعه المدني عبد المجيد تبون، ردّ أخيرا رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، معلى المشير خليفة حفتر الذي أعلن حدود ليبيا مع الجزائر منطقة عسكرية مغلقة. شنقريحة استغل الفرصة زيارته للمنطقة العسكرية المحادية لليبيا، ليحذر ما سماها أطرافا "مريضة ومتعطشة للسلطة" من أن القوات المسلحة الجزائرية سترد بطريقة "قاسية وحاسمة". جاء ذلك في كلمة ألقاها، أمس الثلاثاء، خلال زيارة عمل وتفقد إلى الناحية العسكرية الرابعة بمدينة ورقلة. وقال في كلمته إن "الجزائر لا ولن تقبل أي تهديد أو وعيد من أي طرف كان، كما أنها لن ترضخ لأية جهة مهما كانت قوتها، ومن هنا فإننا نحذر أشد التحذير، هذه الأطراف وكل من تسول له نفسه المريضة، والمتعطشة للسلطة، من مغبة المساس بسمعة وأمن الجزائر وسلامتها الترابية"، ورغم أنه لم يذكر اسم الأطراف ولا الجهات المعية بتحذيره إلا أن الأمر يتعلق بخليفة حفتر الذي تحركت قواته أياما فقط بعد تصريح الرئيس الجزائري المعين، عبد المجيد تبون، خلال حواره مع المجلة الفرنسية لوبوان، بأن طرابلس خط أحمر، في إشارة إلى الهجوم الذي شنه حفتر الصيف الماضي على العاصمة الليبية، وهي شعارات زائفة دأب النظام العسكري الجزائري على رفعها لإيهام الرأي العام الداخلي والخارجي بأسطوانة "أقوى قوة إقليمية". وأضاف شنقريحة في خطابه أمس الثلاثاء: "ليعلم هؤلاء أن الرد سيكون قاسيا وحاسما، وأن الجزائر القوية بجيشها الباسل، وشعبها الثائر المكافح عبر العصور، والراسخة بتاريخها المجيد، هي أشرف من أن ينال منها بعض المعتوهين والمتهورين"، وهو كلام فارغ لأن تبون سبق أن ردد نفس الإدعاءات والأكاذيب كما هي عادته. ولفت شنقريحة إلى أن "الجزائر سعت ولا تزال تسعى، انطلاقا من مكانتها كدولة محورية في المنطقة، إلى دعم جميع المبادرات الدولية الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى دول الجوار"، وهي أكاذيب لن يصدقها كل من واكب الأزمة الليبية وكيف حاولت الجزائري عرقلة المحاولات التي كان يقوم بها المغرب سواء خلال اتفاق الصخيرات او لقاءات بوزنيقة والتي كان لها الفضل في تقدم مسار التقارب بين الفرقاء لحل الأزمة الليبية، بعيدا عن الشعارات الفارغة والنفخ في الذات وجنون العظمة كما تفعل الجزائر. ثم إن القول بأن الجزائر "كدولة محورية في المنطقة"، فيه الكثير من المبالغة وهو ما دأب عليه نظام العسكر المصاب بتضخم في الأنا، والذي يحاول دائما الإدعاء بان الجزائر هي "أكبر قوة إقليمية" ولها "أحسن نظام صحي في إفريقيا" وباقي الشعارات الجوفاء التي لا علاقة لها بما يقع على ارض الواقع، حيث إن البلاد تغرق في أوحال تسببت فيها سياسة النظام الديكتاتوري الذي يحكم البلاد منذ استقلالها... القول بأن الجزائر تدعم "جميع المبادرات الدولية الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى دول الجوار" هو كذب وهراء لأن الجزائر هي المسؤولة عما يقع في المنطقة سواء من خلال دعمها ومساندتها وإيوائها لمرتزقة البوليساريو وتهديدها لأمن المغرب، أو من خلال احتضان نظام العسكري للجماعات الإرهابية شمال مالي وفي جنوب غرب ليبيا، دون أن ننسى ما تقوم به على مستوى الحدود مع تونس، وهو ما يكشف أن أكبر راع للإرهاب في المنطقة هم الجنرالات ومخابراتهم ..