في محاولة فاشلة للتغطية على أخطائها ومشاكلها مع مصر، سارع بوق الديبلوماسية العسكرية صابري بوقادوم، إلى نشر تغريدة على حسابه بموقع تويتر، ادعى فيها كما العادة انه أجرى "اتصالا هاتفيا مع نظيره المصري سامح شكري، حيث أكد الجانبان ارتياحهما لمستوى العلاقات وعزمهما تعزيزها مستقبلا". بيت قصيد تغريدة بوقادوم، الذي أكثر مؤخرا من الأكاذيب، هو محاولة إصلاح زلة اقترفتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أول أمس الأحد، من خلال نشر قصاصة إخبارية خلطت فيها بين الصحراء الغربية المصرية والصحراء المغربية. هذه الفضيحة، كشفت مرة أخرى أن النظام العسكري الجزائري متورط حتى النخاع في ملف النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، حيث أصبح شغله الشاغل هو دعم مرتزقة البوليساريو ولو تطلب الأمر إرسال المجرم ابراهيم غالي إلى اسبانيا بجواز سفر جزائري تحت اسم مستعار. وفي خضم عدائه المرضي للمغرب، التبست الصحاري على نظام العسكر الجزائري وأضحى يخلط بين كل الصحاري ويعتقد أن كل منطقة تحمل اسم "الصحراء الغربية" تعني بالضرورة "الصحراء الغربية المغربية"، وهي غربية بالإحالة إلى الصحراء الشرقية المغربية التي قضمت منها فرنسا العديد من الأراضي وضمتها لمقاطعتها الجزائرية كما هو الشأن بالنسبة لبشار والقنادسة وتندوف... وزعمت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية، في قصاصتها الكاذبة، عزم شركتين مصريتين على استثمار ما يزيد عن مليار دولار في الأراضي المصرية على أنه انتهاك للقانون الدولي، في واقعة تظهر التخبط الكبير الذي يعيشه نظام العسكر في الجزائر على كل المستويات. وكتبت الوكالة الرسمية الجزائرية، بتاريخ 2 ماي 2021، خبرا تحت عنوان "شركتين مصريتين تعتزمان الاستثمار في الصحراء الغربية في انتهاك للقانون الدولي". ولم تكلف الوكالة نفسها، عناء التصحيح أو الاعتذار، عن الخبر المغلوط والمغالط أو حتى العنوان الذي يحمل خطأ لغويا فادحا إذ نصبت المبتدأ والخبر. أما الخبر الصحيح والمؤكد حسب وكالة الأنباء المصرية الرسمية، فهو ما قاله سعيد عبد المنعم، رئيس شركة خالدة للبترول، إذ من المستهدف ضخ نحو 830 مليون دولار في استثمارات جديدة خلال العام المالي 2021-2022، لتنفيذ خطة طموحة للبحث عن البترول والغاز وتنمية حقول الإنتاج في مناطق امتيازها بالصحراء الغربية والتي يقصد بها صحراء مصر الممتدة من نهر النيل إلى حدود ليبيا بالإحالة إلى الصحراء الشرقية التي تمتد من نهر النيل إلى شواطئ البحر الاحمر . الوكالة، وعند نشر خبر فضيحتها من قبل النشطاء المغاربة والمصريين، سارعت إلى حذف قصاصتها الكاذبة دون أن تنشر تصحيحا واعتذارا كما تقتضي ذلك مبادئ واخلاقية المهنة، فيما سارع بوق العسكر الديبلوماسي صابري بوقادوم إلى نشر تغريدة ادعى فيها اتصاله بوزير الخارجية المصري، مضيفا، وهذا هو بيت القصيد بالنسبة إليه، أن الجانبين سجلا "ارتياحنا لمستوى علاقات التعاون القائمة بين بلدينا والتي اتسمت دوما بالتفاهم والاحترام المتبادل، مؤكدين حرصنا على تعزيزها والدفع بها إلى أعلى المراتب بما يجسد الإرادة السامية المشتركة ويحقق طموحات وتطلعات الشعبين"! ويطمح بوقادوم من خلال هذه التغريدية،الى طمأنة الرأي العام الداخلي والمصري، أو لنقل تغليطه لأن الجانب المصري لم يأت على ذكر هذا الإتصال الوهمي، سواء عبر وسائل الإعلام الرسمية او المواقع والصفحات الرسمية لوزارة الخارجية المصرية. يشار إلى ان العلاقات المصرية الجزائرية متوترة في الآونة الأخيرة، وهو ما كشفه اعلان الجزائر عن دعمها لاثيوبيا في معركتها مع مصر حول مياه وادي النيل بعد تشييد سد النهضة. كما أن هذا التوتر هو الذي يفسر إقدام وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية على نشر قصاصة كاذبة حول الصحراء الغربية المصرية، ظنا منها أن الأمر يتعلق بالصحراء المغربية، والتي سعت من خلالها إلى الضرب في مصر وسيادتها قبل ان تكتشف خطأها وتلوذ بالصمت تاركة بوقادوم ينوب عن العسكر لمحاولة تهدئة الرأي العام الجزائري والمصري ولو عبر تغريداته الكاذبة، كما هو الشأن بما اختلقه بخصوص اتصاله بوزير الخارجية الامريكي اونطوني بلينكن حول الصحراء المغربية..