نشرت وزارة البترول المصرية يوم 28 أبريل الماضي، بيانا صحفيا عن أعمال الجمع العام لشركة خالدة وشركة قارون للبترول لاعتماد الموازنة التخطيطية للعام المالى 2021-2022، للبحث عن البترول والغاز وتنمية حقول الإنتاج في مناطق امتيازها بالصحراء الغربية للبلاد، وتناقلت الخبر مواقع مصرية وعربية. ولما وصل الخبر إلى وكالة الأنباء الجزائرية بعد قراءته في موقع "Arab News" الذي نقل تصريحا للمسؤول الأول عن شركة خالدة للبترول المصرية، وبدون تدقيق ولا تمهل للتحقق اختلطت على المحرر الجزائري صحراء المغرب وصحراء غرب مصر.
حوّرت الوكالة الخبر بعد الخلط بين صحراء جمهورية في الشمال الشرقي لإفريقيا ومملكة في شمالها الغربي، وجاء في مستهل قصاصتها الخبرية ما يلي: "تعتزم شركتان مصريتان تنشطان في مجال انتاج النفط، وهما شركة خالدة للبترول وشركة قارون للبترول، استثمار ما يزيد عن مليار دولار في مجال استكشاف البترول في الصحراء الغربية، وهذا في انتهاك صارخ للقانون الدولي".
وقالت الوكالة في قصاصتها التي نشرتها يوم الأحد 2 ماي، إن محكمة العدل الدولية تعتبر "الصحراء الغربية كإقليم مستقل عن المغرب، مما يعني أنه لا يمكن لأي شركة أجنبية أن تستثمر في الأراضي الصحراوية".
والصحراء المصرية سمّيت بالغربية لأنها تقع غرب النيل، يحدها النهر شرقا وحدود ليبيا غربا و البحر الأبيض المتوسط شمالا وحدود السودان جنوبا، وتمتد على مساحة شاسعة تمثل ثلثي مساحة الجمهورية المصرية.
وكان ناصر بوريطة قد أشار في ندوة صحفية بعد ختام الدورة العادية الرابعة والثلاثين لقمة الاتحاد الإفريقي، إلى أن "الجزائر تعتبر قضية الصحراء المغربية قضيتها الوطنية الأولى، وعبأت كل المؤسسات الرسمية للإدلاء بتصريحات وصل عددها مؤخراً إلى حوالي 50 تصريحا، صادرة عن الحكومة ورئاسة الجمهورية والجيش والأحزاب والبرلمان والأئمة".
ودعا بوريطة الجزائر إلى "تحمل المسؤولية في المسلسل السياسي للصحراء على قدر التصريحات والمواقف التي تصدر عن مؤسساتها الرسمية، ما دامت تعتبر الصحراء قضية وطنية جزائرية".
ولفت بوريطة إلى أن "وكالة الأنباء الجزائرية خصصت في الأسابيع الماضية 7 قصاصات يومياً لملف الصحراء، وأصبحت بذلك أهم من الشؤون الداخلية وهاجساً أساسياً للطبقة السياسية والسلطة التنفيذية والمؤسسة العسكرية"، وأضاف أن "المغرب يلاحظ هذه المسألة، وهي تكشف ما كان يقوله دائماً بأن الجزائر طرف وفاعل حقيقي في نزاع الصحراء".
وأفاد بوريطة أن الاهتمام المتزايد بالصحراء من قبل الجزائر "يُسائلها بالدرجة الأولى، لأنها تدعي أنها ملاحظ وتدافع عن مبادئ"، وأضاف قائلا: "لم نر مثل هذه التعبئة حول أي قضية دولية، ولا حتى قضية فلسطين، ولا حتى القضايا الداخلية التي تهم الجزائريين".