تحاول الجزائر مرة أخرى حشد الدعم لأطروحتها المشروخة، وذلك باستغلال أموال النفط والغاز، ضدا على إرادة الشعب الجزائري، الذي يطالب برحيل النظام العسكري الفاشل. ولجأ هذا الأخير، وقبل أسبوع من انعقاد اجتماع مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، إلى حشد "لوبيه" الأمريكي الفاشل للترويج لأطروحة الانفصال. وهكذا، وبإيعاز من نظام العسكر الجزائري ومقابل ريع الغاز والنفط، نظم مركز "نيويورك سيتي بارك أسوسييشن"، ندوة عبر تقنية "الفيديو كونفيرونس"، أمس الأربعاء 14 ابريل الجاري، تحت عنوان مغرض ومفضوح: "هل يجب على بايدن تأييد قرار ترامب القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء"؟. وقد تم استدعاء كل من جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، والمعروف بولائه لنظام العسكر وتأييده لأطروحة الانفصال، وكريستوفر روس، المبعوث الخاص الأسبق إلى الصحراء المغربية، والمعروف أيضا بتحيزه للأطروحة الانفصالية وخضوعه لأوامر العسكر الجزائري منذ أن كان سفيرا للولايات المتحدةالأمريكية في الجزائر. ولكي يوهم الرأي العام الدولي بأنه يقف موقف الحياد حيال ملف النزاع حول الصحراء المغربية، عمد مركز "نيويورك سيتي بارك أسوسييشن"، المعروف بدعمه للأطروحة الانفصالية، إلى استدعاء طرف يمثل الرأي الآخر، غير انه اكتفى بمتدخل واحد مقابل متدخلين داعمين للجزائر ودميتها البوليساريو، وهو ما يعرّي شعارات الحياد والموضوعية التي يدعيها المركز المنظم للندوة. الدبلوماسي المحنك، "إليوط أبرامز"، الذي سبق أن اشتغل إلى جانب ثلاثة رؤساء للولايات المتحدةالامريكية: رونالد ريغن، وجورج بوش الابن، ودونالد ترامب، هو الوحيد ضمن ضيوف اللقاء، الذي تحظى تحليلاته باحترام كبير، لأنها تتوفر على عناصر الموضوعية والحيادية وبعد النظر، وسبق أن نشر مقالا مهما بمجلة "ناشيونال روفيو" انتقد فيه جبهة البوليساريو، ووصفها ب "منظمة" تعود إلى فترة الحرب الباردة، التي لا يمكن للولايات الأمريكية أن تنتظر منها لعب دور مهم، كما هو الشأن بالنسبة للمغرب الذي يلعب دورا مهما في محاربة الإرهاب والتطرف. وكما كان متوقعا، فإن بولتون وروس، أعادا ترديد نفس الأسطوانة المشروخة، وطالبا الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن بالتراجع عن قرار الاعتراف بمغربية الصحراء. ودعا كلمن بولتون وروس، إلى وقف "المفاوضات" بين ما سمياه ب"طرفي" النزاع في الصحراء، معتبرين أن "المفاوضات بين طرفي النزاع في الصحراء لا طائل من ورائها". والحقيقة أن المفاوضات مع البوليساريو لا طائلة منها، لأن جبهة الانفصال ليست طرفا حقيقيا في النزاع، ولا تعدو أن تكون مجرد دمية في يد نظام العسكر الجزائري، وبالتالي، فإن المفاوضات يجب أن تكون بين طرفي النزاع الحقيقيين، وهما المغرب والجزائر، وهو ما أكد عليه ناصر بوريطة، خلال ندوة صحافية عقب تدشين قنصلية السنغال قبل أيام بمدينة الداخلة. كما ادعى روس وبولتون، بأن وجود بعثة المينورسو لا طائل منه، وهو كلام بدون معنى وترديد فاضح لما يقوله مرتزقة البوليساريو بإيعاز من نظام العسكر الجزائري، الذي يطالب بتوسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في المنطقة، وهو ما يتناقض مع المهام والأدوار التي أوكلت إليها والتي تتمثل في مراقبة عملية وقف إطلاق النار في المنطقة والحد من خطر الألغام والذخائر غير المنفجرة، ورصد تواجد العناصر المسلحة بالمنطقة العازلة. إن ما تقوم به الجزائر من خلال حشد الدعم للأطروحة الانفصالية باستعمال كل الوسائل وتوظيف كل قدراتها لأجل ذلك، يؤكد أن الجزائر هي المسؤولة عن اختلاق وتأبيد النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، التي يعتبرها نظام الجنرالات "قضية وطنية"، مقابل تجاهل مطالب الشعب الجزائري الذي يواصل مسيراته اليومية المطالبة برحيل مؤسسة الجيش التي تجثم على صدور المواطنين منذ استقلال البلاد سنة 1962.