جاء أول تقرير للأمين العام الجديد للأمم المتحدة أونطونيو غويتيريس، ليغلق أفواه الإعلام الرسمي الجزائري وباقي الأبواق المرتزقة، التي دأبت على التطبيل للأطروحة الانفصالية ونشر كل ما يمس بوحدة المغرب ومصالحه.. أبواق نظام العسكر والمخابرات، بلعت ألسنتها، عقب تقرير غوتيريس الذي جاء واضحا وشجاعا وموضوعيا، عكس تقارير بان كيمون التي تختفي وراء مصطلحات وتعابير ملتبسة وغامضة، إذا لم تكن ميّالة بشكل فاضح لأطروحة الجزائر المشروخة، وخاصة في الأشهر الأخيرة لولايته التي أبان فيها عن انحياز مفضوح لأعداء الوحدة الترابية للمغرب، بإيعاز من كريستوفر روس الذي ظل وفيا لنهجه الداعم لأصدقائه في الجزائر التي قضى فيها ردحا من الزمن كممثل للدبلوماسية الأمريكية وهي السنين التي رضع فيها حليب الريع النفطي الذي لازمه طيلة الفترة التي قضاها كمبعوث للامين العام للأمم المتحدة بالصحراء..
روس الذي عض على الأطروحة الانفصالية بالنواجد، بإيعاز من الجزائر، بقي وفيا لهذه الأخيرة حتى آخر أيامه كمبعوث للامين العام للأمم المتحدة بالصحراء، والأدهى من ذلك هو أن السيد روس ورغم تقديمه لاستقالته مؤخرا، أصر على ردّ الجميل للجزائر(مقابل ما تلقاه من أموال الغاز والنفط) حيث كان مهندس اللقاء بين دمية الجزائر إبراهيم غالي والأمين العام الجديد للأمم المتحدة الشهر المنصرم بنيويورك، إلا أن صرامة غوتيريس أفشلت مخطط الجزائر وأذنابها الانفصاليين وعاد غالي ومن معه ذليلا لا يلوي على شيء، بعد أن صدّه انطونيو غويتيريس وطالبه بسحب بيادقه من المنطقة العازلة بالكركرات..
وعكس ما فعلته أبواق الجزائر، حين تهافتت مؤخرا على نشر وتعميم تقرير ادعت فيه انه صادر عن مجلس الأمن، وهو التقرير الذي أعدته الجزائر ومخابراتها وتكلف بنشره مركز ترأسه بعض اللوبيات المناوئة لوحدة المغرب، سكتت كل الصحف والمواقع الالكترونية، ولم تتطرق إلى تقرير الأمين العام الجديد للأمم المتحدة بالنظر إلى ما جاء فيه من توصيات، تسير عكس ما تشتهيه رياح الجزائر والبوليساريو وكل من يدور في فلكهما..
التقرير الجديد حول الصحراء الذي يحمل بصمة الأمين العام الأممي الجديد أنطونيو غوتيريس، جاء موضوعيا وشجاعا حيث واجه الجزائر وأذنابها بالحقيقة المرة التي يرفضونها ويحاولون تضليل الرأي العام الدولي بخصوصها، وهي أن الجزائر معنية بشكل مباشر بهذا النزاع المفتعل وأن الحل يكمن في تحمل مسؤوليتها، والجلوس على طاولة الحوار مع المغرب لأن هي المسؤولة والآمرة والناهية، أما بيادق البوليساريو فليسوا إلا أداة لتنفيذ أجندة ومخطط النظام العسكري بالجزائر..
وتدعو الوثيقة الصادرة عن غوتيريس والموجهة إلى مجلس الأمن قصد أخذها بعين الاعتبار خلال مناقشة وإصدار التقرير السنوي حول الصحراء المغربية نهاية شهر ابريل الجاري، إلى تمديد ولاية المينورسو لمدة سنة، وتؤكد على إعادة إطلاق مسار المفاوضات على أساس الواقعية والتوافق حول دينامية جديدة وروح جديدة ودعوة الجزائر إلى تحمل مسؤوليتها بهذا الخصوص.
كما وجه التقرير صفعة لجبهة الانفصاليين، حيث إنه يدعو إلى التراجع التام والفوري للبوليساريو من منطقة الكركرات، بل إنه يهيب بمجلس الأمن أن يدعو جبهة البوليساريو بالقيام بانسحاب كامل وغير مشروط من المنطقة.