بعد أن تأكد من عجزه واستحالة مجاراة المغرب برّا، لجأ نظام العسكر إلى البحر عله يفلح في الحصول على شيء يسلّي بها النفس، لكن أنّا له ذلك أمام قوة المملكة الاقتصادية وريادتها إقليميا وقاريا. فبعد أن تأكد نظام الجنرالات بأن معبر الكركرات، الذي تعبره آلاف الشاحنات في اتجاه دول غرب إفريقيا محملة بالسلع المغربية والأوربية، لا يمكن الاستغناء عنه أو تغييره بمحور بدائي ومقفر وغير آمن بين الجزائروموريتانيا، لجأ إلى "تدشين" أول رحلة للخط البحري المنتظم، بين الجزائر والعاصمة الموريتانية نواكشوط. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية، لسان حال النظام العسكري، إن هذا الخط "الموجه أساسا نحو التصدير، والذي تشرف عليه شركة "أنيسار لاين" المختصة في الشحن البحري، سيسمح بتقليص مدة التصدير نحو موريتانيا إلى 5 أيام". وأضاف البوق الإعلامي للجنرالات، بأن الشركة ستنظم كل 20 يوما رحلة جديدة على هذا الخط لتصدير "مختلف المنتوجات الجزائرية نحو موريتانيا، وكذا الدول الإفريقية المجاورة لها"، لافتة إلى أن هذا الخط البحري يعد "أول خط مباشر نحو إفريقيا، وسيمكن الجزائر من "تصدير" مختلف منتوجاتها نحو القارة السمراء"! ونحن نتساءل عن هذه "المنتوجات المختلفة" التي يمكن للجزائر أن تصدرها لموريتانيا ودول القارة السمراء، في ظل الوضع المتأزم الذي تعيشه البلاد وغياب العديد من المواد الضرورية الأساسية، ومنها الزيت والدقيق والسكر والحليب...إلخ هذه المحاولة الجديدة التي أقدم عليها النظام العسكري الجزائري، تهدف إلى منافسة المغرب وقطع الطريق أمامه ومحاولة مجاراته في ما يقوم به، إلا أن الأمر يعد مغامرة فاشلة أخرى، لأن المغرب القوي باقتصاده ودبلوماسيته وعلاقاته المتينة مع الدول الإفريقية والأوربية، لا يمكن أن تؤثر عليه بهلوانيات نظام عسكري فاقد للبوصلة، والذي يوجد في لحظات احتضار و ينتظر أجله المحتوم...