تشبت غريق بغريق. هذا هو الوصف الأصلح لاستقبال رئيس النظام الجزائري تبون لرأس بوليساريو الرخيص في هذه الظروف الخاصة المتميزة باستئناف الشعب الجزائري الشقيق لثورته ضد نظام الجنيرالات ومطالبته بدولة مدنية بعد توقف فرضته جائحة كورونا. لقاء الشخصين في هذا الوقت يحمل رسالة سيئة مفادها أن الرخيص جاء للتعبير عن تضامنه مع نظام الجنيرالات ودعمه له في مواجهة الشعب الجزائري وحراكه، مع ما ينطوي عليه ذلك من مضمرات، ومنها انخراطه البوليساريو اللامشروط والدائم في مشروع الجنيرالات الهادف إلى الحفاظ على الأمر الواقع وإخضاع مقدرات الجزائر الشقيقة للنهب وتوزيع المنهوب على طريقة المافيا والياكوزا وغيرها من العصابات المنظمة والضليعة في الإجرام المنظم،. وفي المقابل، فان استقبال تبون يحمل رسالة أسوأ مفاذها انه يرد، أو بالأحرى يرد من خلاله الحاكم الفعلي الجنيرال شنق ريحة، على كل الأحرار الجزائريين الذين باتوا يعبرون صراحة عن معارضتهم لتخصيص جزء غير يسير من مداخيل الجزائر الشقيقة لدويلة مخيمات الحمادة بتندوف واستعمالهم استعمالا كلبيا بغرض التشويش على ثورة الشعب الجزائري داخليا ولتأجيج صراع مفتعل في المغرب، الجار والشقيق المغاربي، ولتهديد الأشقاء في موريتانيا. والرسالتان معا لن تمرا هكذا دون انتباه. إذ سيفك شيفراتها الشعب الجزائري وسيكشف عن هذا التحالف بين الجنيرالات وبوليساريو، الذي يعرف جيدا انه تحالف خدم ويخدم فسادا طويل الأمد كشفت عنه مجموعة التقارير الدولية. هذا اللقاء بين شخصين يوجدان في حالة يرثى لها لا يخدم ايا منهما، بل إن نتيجته الحتمية هو انه سيبين للشعب الجزائري الشقيق طبيعة العلاقة بين عصابتين عانى منه طويلا، وليس مستبعدا، في ظل التطور المتوقع للحراك في اتجاه القطع مع مرحلة ونظام، أن يكون الرخيص قد جاء لتقديم خدماته ضد الحراك دفاعا عن المصالح المشتركة التي لا يمكن لها أن تستمر إلا باستمرار نظام الجنيرالات جاثما على الجزائر الشقيقة وشعبها الشقيق. النظام المتسلط على الشعب الجزائري يعيش لحظة "دوخة" حقيقية نتيجة خوف من الأتي، ولذلك نراه يخبط خبط عشواء و يراكم الخطوات والمواقف العشوائية، ولعل تركيز دعايته على المؤامرة الخارجية واتهامه لملايين الجزائريين بالتورط فيها ابرز دليل على ذلك، إذ بتبنيه لهذا الخطاب البئيس يجعل إمكانية التحاور او التفاوض مستحيلة، ويجعل الحل الجدري هو الحل الوحيد الممكن. والبين أن النظام الجزائري اليوم بلا عقل سياسي، والعقل العسكري لا ينفتح إلا على المواجهة والصدام. واللهم إحم الشعب الجزائري وحراكه الذي يمكن في حال تحقيقه لأهدافه التأثير ايجابيا وعلى مستويات عديدة على المنطقة المغاربية السائرة نحو تحول عميق.