يوجد النظام الجزائري في ركن ضيق جدا، ويساوره خوف غير مسبوق من المستقبل بعد فشله الشامل وورطته، لذلك يحتاج الى كل ما يعتبره مساعدا على تخفيف إحساسه بالخوف وما يمكن ان يستخدمه لتحويل أنظار الإخوة الجزائريين عن واقعهم السائر بسرعة في منحدر التدهور، وبناء عليه يقوم بإثارة العداء للمغرب و تحريك بيادقه في الجبهة الانفصالية من جهة وتحريك العداء للمستعمر السابق فرنسا. والاكثار من الحديث عن الجيش الجزائري واظهاره كما لو كان جيش امريكا واكثر . ان ادخال الرئيس تبون بالطريقة التي كانت مثيرة وتحريكه، بينما يبدو انه لم يتعافى بعد، و التضحية بالحكومة التي لم تعمر طويلا، بعد حملة الاعتقالات وسط جزء من جنيرالات النظام، تندرج ايضا في محاولة التخفيف من ذلك الاحساس بالخوف مع اقتراب ذكرى انطلاق حراك 22 فبراير في وقت تبين ان الجنيرالات ونظامهم عجزوا على جميع المستويات، بما في ذلك في الحصول على اللقاح (في مؤخرة الدول)، وان خزائن الدولة في حالة يرثى لها ولا تسمح بتكرار نهج بوتفليقة في شراء السلم الاجتماعي وان الدينار الجزائري تحول الى عملة خشبية.... لذلك، فكل تصعيد للاستفزاز يجب ان ننظر اليه من هذا المنظار وان نحافظ على هدوئنا ولا ننجر الى خدمة اجندة الجنيرالات السخيفة والبليدة التي لا تنطلي على الشعب الجزائري ولا على غيره،لان العالم يعرف الكثير عن فشلهم الدريع وعجزهم وخوفهم وفسادهم، و الدليل تنبيه الولاياتالمتحدة مؤخرا لمواطنيها لخطر زيارة الجزائر في هذا الوقت