تعيش مخيمات تندوف على أبواب الانفجار، متأثرة بما يجري في الجزائر من احتجاجات ضد الولاية الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الموجود في حالة موت سريري بأحد مستشفيات سويسرا، إذ تترقب قيادة الانفصاليين انفراط عقد قواعد الجبهة والمحتجزين، بعد وصول عدوى الاحتجاجات ضد النظام الجزائري، فمن رفض ترشيح بوتفليقة ستنتقل القضية إلى رفض القيادة الشائخة للمرتزقة. وتخاف قيادة الانفصاليين من انتقال الاحتجاجات إلى المخيمات، في وقت لن تجد فيه مليشيات المرتزقة من يساندها لأن الجيش الجزائري، المساند الرسمي والمتحكم في المرتزقة، منشغل بتأمين الأوضاع التي أصبح من الصعب التحكم فيها. طبعا الجنيرالات لن يجدوا الوقت الكافي لضمان الاستقرار القسري والحديدي في المخيمات بعد أن فقدوا السيطرة على الأوضاع في المدن الكبرى للجزائر. إن انشغال الجيش الجزائري بتدبير المرحلة الصعبة، الناتجة عن محاولة فرض رئيس شبه ميت على الجزائريين، سيكون فرصة للشباب بمخيمات تندوف ولحمادة من أجل التمرد ضد القيادة المتجمدة القابضة على رقاب الشباب بالحديد والنار، ناهيك عن تدمير حاجز الخوف في الجزائر، الذي سيؤثر بدون شك على واقع المخيمات. الحراك الجزائري، الذي لا يتجاوز رفض الولاية الخامسة لرئيس في عداد الموتى، ستنتقل عدواه إلى داخل المخيمات التي ستنتفض لا محالة ضد القبضة الحديدية، التي تمنع إيجاد الحل السياسي المرضي للجميع خصوصا وأن المغرب يطرح مشروعا للحكم الذاتي قادر على استيعاب الشباب المتطلع إلى تحسين وضعه. يبدو أن قيادة البوليساريو بسكوتها الذي يشبه صمت أهل الكهف فيما يجري ويدرو بالجزائر تعبر عمن فقد البوصلة ولم يعد قادرا على تحديد موقف، ولا يعرف أين تسير الأمور، ويعرف أنه مهما كانت الأوضاع وإلى أي اتجاه صارت لن يكون ما بعد الاحتجاجات هو ما قبله، وأنه سيكون له أثر سلبي على واقع المخيمات مما دفع القيادة إلى التململ لكن بشكل متأخر في محاولة توحي من خلالها أنها تنصت للشباب الذي مل وضع الانتظار والارتهان إلى جنيرالات الجزائر.