في تحد صارخ للقمع الممارس على مناضلي الحراك الشعبي الجزائري، أقدم محتجون في الذكرى الثانية لانطلاق الحراك، على إنزال صور عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، أو الواجهة المدنية للنظام العسكري، ولم يعد خافيا على قادة الحراك أن الرئيس ليس سوى لعبة بيد الجيش، حيث رفعوا لافتات تتضمن "إسقاط النظام العسكري ورحيل تبون"، وكانت مدينة خراطة، شرق الجزائر، من أكثر المدن التي احتشد فيها المحتجون، باعتبارها مهد الحراك الذي انطلاق السنة الماضية مطالبا بتغيير وجوه النظام القديمة. وتمت محاولة للالتفاف على مطالب الشارع بإزاحة عبد العزيز بوتفليقة من منصب الرئاسة الشكلية، وتم انتخاب تبون مكانه في استحقاقات مضحكة. وشهدت بعض المدن الجزائرية مظاهرات حاشدة شارك فيها الجزائريون من مختلف الولايات احتفالا بالذكرى الأولى للحراك الشعبي الذي انطلقت شرارته بمدينة خراطة لتنتقل بعدها إلى العاصمة، رفضا للعهدة الخامسة للرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة ومطالبة بدولة قانون وديمقراطية. وعرفت المظاهرات المذكورة مشاركة آلاف الجزائريين، احتجاجا على عدم تلبية مطالب الحراك التي تم الالتفاف حولها في مسرحية الانتخابات بينما باقي المطالب تم التراجع عنها، بل عرفت الأيام الأخيرة كافة رموز النظام العسكري، الذين تم استبعادهم. ويذكر أن هذه الاحتجاجات، التي تتم بشكل أسبوعي، بدأت للمطالبة بتنحية بوتفليقة وعدم عقد الولاية الخامسة لرئيس يعيش موتا سريريا، كما طالبوا بانسحاب الجيش من الحياة السياسية وعودته إلى ثكناته. وكان الحراك الجزائري قد دفع الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة إلى الاستقالة في أبريل الماضي بعد عشرين عاما في الحكم، لكن تحديات كبيرة لا تزال تواجهه مع استمرار مطالبته بإسقاط "النظام" الحالي على الرغم من أن البلاد شهدت انتخابات رئاسية فاز فيها عبد المجيد تبون. وقامت السلطات القمعية في الجزائر بمتابعة العشرات من مناضلي الحراك الشعبي وصدرت أحكام مختلفة في حقهم في محاكمات تم وصفها بغير العادلة.