تواصل انغولا، التي يرأسها جواو لورينسو منذ شتنبر 2017، تقاربها مع المغرب، وهو ما تأكد من خلال غياب ملف الصحراء المغربية على طاولة المباحثات مع صبري بوقادوم وزير الشؤون الخارجية الجزائري، الذي يقوم بجولة مكوكية بالمنطقة. وأفادت مصادر صحفية، أن محطة انغولا، ضمن جولة بوقادوم للمنطقة، لم تكن موفقة، بالمقارنة مع زيارة جنوب افريقيا ومملكة لوسوتو، حيث لم تتوج مباحثات رئيس الدبلوماسية الجزائرية مع نظيره الأنغولي، تيتي انطونيو، بأي بلاغ مشترك. أكثر من ذلك، تضيف ذات المصادر، فإن وكالة الأنباء الرسمية الانغولية، لم تعر أي اهتمام لملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وهو الموضوع الأساسي لجولة بوقادوم بالمنطقة، حيث اكتفت وكالة الأنباء الرسمية الأنغولية بنشر خبر، أمس الخميس، تحت عنوان:"انغولا والجزائر تؤكدان عزمهما لمحاربة الإرهاب". وأوضحت الوكالة في ذات الخبر "أن البلدين اتفقا على تعميق تعاونهما في المجالات السياسية والدبلوماسية، والاقتصادية والتجارية والدفاع والداخلية، والموارد المعدنية والبترولية والسياحة وتكوين الأطر وإنعاش الاستثمارات...". وخلال استقبال الرئيس جواو لورينسو لبوقادوم بالعاصمة لواندا، لم يتم التطرق كذلك لملف الصحراء المغربية، حيث صرح رئيس الدبلوماسية الجزائرية عقب انتهاء محادثاته مع الرئيس الانغولي أن "انغولا والجزائر تربطهما علاقات تاريخية على المستوى الافريقي، وسنحرص على العمل لمواجهة التحديات المستقبلية". وحدها وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية، هي التي أثارت ملف الصحراء المغربية في محاولة لتمويه الرأي العام الدولي والجزائري بأن دبلوماسية الجنرالات قد حققت انجازا مزعوما من خلال جولة بوقادوم في المنطقة. ورغم أن أنغولا لم تسحب بعد اعترافها ب"الجمهورية الوهمية"، إلا أن التقارب مع المغرب أضحى باديا للعيان، منذ وصول جواو لورينسو إلى السلطة في 26 سبتمبر 2017. وقد التقى الرئيس الأنغولي مع جلالة الملك محمد السادس على هامش قمة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، التي نظمت في نهاية نوفمبر 2017 في أبيدجان، وفي برازافيل في 29 أبريل 2018 على هامش أعمال القمة الأولى لرؤساء دول وحكومات لجنة المناخ والصندوق الأزرق لحوض الكونغو. وهما لقاءان أعقبتهما زيارة إلى الرباط في يوليو 2018 من قبل وزير الخارجية الأنغولي السابق، مانويل دومينغوس أوغوستو. وترغب أنغولا في عهد الرئيس جواو لورينسو، الذي تقلد حقيبة الدفاع في عهد دوس سانتوس، أن تحرر نفسها من أغلال الحرب الباردة. هذا الموقف، أكده ممثل أنغولا الدائم لدى الأممالمتحدة خلال خطابه أمام اللجنة الرابعة للشؤون السياسية في أكتوبر الماضي، حيث على "الضرورة الملحة للتوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم للنزاع في الصحراء".