خطوات حثيثة يُباشرها المغرب في القارة السمراء، منذ عودته إلى بيته المؤسساتي الإفريقي سنة 2017، حيث عمِل على تمتين العلاقات الدبلوماسية مع مجموعة من الدول التي كانت موالية لجبهة البوليساريو الانفصالية. إذ يرتقب أن يقوم فيرناندو دوس سانتوس، رئيس الجمعية الوطنية الأنغولية، بزيارة رسمية للمملكة في غضون النصف الأول من الموسم الجاري، بعدما أعلن البلدان عن صفحة جديدة من العلاقات الثنائية خلال يوليوز الماضي. وتروم الزيارة، التي سيقوم بها رئيس الجمعية الوطنية الأنغولية، تعزيز العلاقات البرلمانية الثنائية، بعدما تلّقى دعوة من الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، من أجل العمل على تحسين مستوى العلاقات بين البلدين، والتعرّف على الجوانب التي تحيط بعمل الدبلوماسية البرلمانية في كلا البلدين، وفق ما نقلته، أمس الجمعة، وكالة الأنباء الأنغولية. الدعوة التي بعثها رئيس مجلس النواب المغربي إلى نظيره الأنغولي، حسب القصاصة التي نُشرت في الموقع الرسمي للوكالة الأنغولية للأنباء، تمت عن طريق السعدية العلوي، سفيرة المملكة بجمهورية أنغولا، خلال اجتماع رسمي جمعها بفيرناندو دوس سانتوس بالعاصمة الأنغولية لواندا، الخميس الماضي. وأوضحت وكالة الأنباء ذاتها أن الطرفين "سيعملان على توقيع العديد من الاتفاقيات، على ضوء الاجتماع الرسمي الذي لم يُحدد تاريخه بعد، لكن الأكيد أنه سينعقد خلال الفصل الأول من سنة 2019، حيث ستجتمع اللجنة الثنائية المشتركة بين البلدين بالعاصمة الرباط"، مؤكدة أن العلاقات بين البلدين ستعرف تغييرا جذريا في السنوات القادمة، بفعل الإرادة السياسية التي تتغيّا الاستفادة من التجربة الدبلوماسية التي راكمها المغرب. جدير بالذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وأنغولا عادت بشكل رسمي في يوليوز الماضي، بعد ربع قرن من القطيعة، بتعليمات من الملك محمد السادس، الذي جمعه لقاء بالرئيس الأنغولي جواو لورنسو، حيث عقدت ندوة صحافية جمعت وزير الخارجية المغربي بنظيره الأنغولي بالعاصمة، أعلن فيها عن العودة الرسمية للعلاقات الثنائية بين البلدين، تم تدشينها بإطلاق برنامج تعاون بين البلدين، اتفق عليه رئيسا الدولتين، اللذين التقيا على هامش أشغال القمة الأولى لقادة دول ورؤساء حكومات لجنة المناخ والصندوق الأزرق لحوض الكونغو نهاية شهر أبريل الماضي.