قال الجامعي نبيل الكط، إن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء، أكد أن مسلسل تنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة ورش مجتمعي كبير، مستمر وفي الميدان. وأضاف الكط وهو أستاذ باحث بكلية الحقوق بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، في تصريح بالمناسبة، أن جلالة الملك جدد التأكيد على أهمية الأوراش الكبرى بالأقاليم الجنوبية، باعتبارها دعامة مركزية للتوجهات الإستراتيجية للمملكة في مجال الحكامة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والتنمية المجالية. وأبرز أن الخطاب الملكي، شدد وبشكل راسخ على تشبث المملكة ورهانها على قضايا التنمية، من خلال التنزيل الفعلي لبرامج التنمية المحلية، دحضا لأطروحة الوهم وتزييف الحقائق، وردا على المناورات اليائسة الخارجة عن منطق الشرعية الدولية التي يمارسها خصوم الوحدة الترابية. وأشار إلى أن الأقاليم الجنوبية للمملكة أصبحت أوراشا مفتوحة للتنمية المجالية ولإنتاج الثروة و الاندماج في السوق الدولي والإفريقي، وهو الأمر الذي مكن من إبرام شراكات اقتصادية واعدة مع مجموعة من دول العالم. وسجل الكط أن جلالة الملك اختار الآن الانتقال إلى مرحلة جديدة قوامها الاستثمار الأمثل والواعد في المناطق الجنوبية، في أفق تطوير إقتصاد بحري حقيقي يجعل من هذه الأقاليم قاطرة للتنمية وصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي.
وشدد جلالة الملك في خطابه السامي، يضيف الأستاذ الجامعي، أن الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة، قرار سيادي مغربي منبثق عن رؤيا حكيمة لجلالته، وخيار وحيد، تم تعزيزه في الميدان بإطلاق أوراش تنموية كبرى تلبي احتياجات الساكنة المحلية وتحقق انتظاراتها. كما أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، ساهمت وبشكل حثيث في نبذ الأطروحة البائدة والمتجاوزة لخصوم الوحدة الترابية، وتصحيح مغالطات تم ترويجها لعقود من الزمن أمام المنتظم الإفريقي. وخلص الكط إلى أن تشبث المغرب بحقوقه المشروعة، بات يحظى بالدعم والإشادة دوليا، وهو ما يعبر عنه التطور الذي تعرفه القضية الوطنية على المستوى الدبلوماسي، بعد قيام عدة دول بفتح تمثيليات دبلوماسية لها بكل من العيون والداخلة، وتنامي عدد الدول التي لا تعترف بالكيان الوهمي المزعوم.