مفاجأة من العيار الثقيل أحدثها "ولد الكرية" في أول صبيحة من سنة 2020، حيث وجّه صفعة قوية لمنتهزي الفرص ضد مؤسسات الدولة ورموزها، بعدما سبق له أن نشر على اليوتوب رفقة اثنين من زملائه أغنية قدحية، حاول كثير من "تريتورات النضال" أن يجعلوا منه تشي غيفارا المغرب، غير أنه خرج اليوم ليقول للجميع إنه مجرد مغربي وطني وأن كل التأويلات غير حقيقية. ولد لكرية قال إن ما تم الحديث عنه من قبل بعض الخونة والانتهازيين ليس هو ما كان يريد قوله، وأن كلامه له معاني أخرى، غير أن تيارات داخل المجتمع، من العملاء ومقتنصي الفرص، ارادت أن تجعل من كلامه حصان طروادة ضد المؤسسة الملكية، غير أن المعني بالأمر خرج اليوم وهو في كامل قواه العقلية يقول بأن "عاش الشعب" تعني "عاش الشعب الذي يقول عاش الملك"، وبالتالي فإن شعار "الله الوطن الملك" هو الحاكم على الجميع. خروج ولد لكرية صبيحة اليوم كان صاروخا موجها ضد مجموعات تبحث عن أشخاص يمارسون السب والشتم كي يذهبوا للسجن، كي تخرج هي لتتحدث عن حرية التعبير المقموعة بالمغرب، كي تحصل على دولارات معدودات من جهات مناوئة للمغرب بالخارج، حيث ابتلي هذا البلد بانتهازيين قادرين على بيع الهوية بأبخس الأثمان. غير أن ما قاله ولد لكرية اليوم بين أن الرجل لديه فهم بسيط للأمور، ولا يمكن تحميل أغنيته أكثر مما تحتمل ولا يمكن تأويلها إلا وفق أفق واحد يؤمن به الرجل ويتعلق بإيمانه العميق بالوطن، وحتى لو اعتبر أي واحد أن ما قاله مخالف للأعراف والقواعد الجاري بها العمل فإن ما قاله في شريطه الجديد يجبّ ما قبله ويمحوه ولكن لا عزاء ل"تريتورات" النضال، الذين يبحثون عن أدنى قشة ليتمسكوا بها. لقد ضاع من أدعياء النضال فرصة ثمينة للتنديد بقمع حرية التعبير، وحتى بعد سكوت ولد لكرية استمروا في الترويج لأغنيته الأولى بحثا عن "تغريقه" في السجن ليركبوا موجة الدفاع عنه والمطالبة بإطلاق سراحه، إلا أنه أفرغ عليهم سطلا من الماء البارد بكلمته الجديدة التي لا غبار عليها والتي تعتبر قاعدة لتأويل كلامه السابق.