نظمت "رابطة الصحراء للدمقراطية وحقوق الانسان"، أمس الاربعاء 18 دجنبر الجاري بجنيف، ندوة صحفية تحت عنوان "وضعية حقوق الانسان في مخيمات تندوف" لإيصال صوت ضحايا عانوا على مدى عقود من انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان، بعضهم قُتل وبعضهم عذب ومنهم نساء اغتُصبن ومازال منهم العشرات يعانون من ويلات التعذيب والقمع الممارس من قبل عصابات البوليساريو.. الندوة، التي عُقت بمقر نادي الصحافة السويسري وشارك فيها مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان الصحراويين الذين فندوا بالادلة والحجج الدامغة الأكاذيب والإدعاءات التي يروّجها الانفصاليون بشأن واقع حقوق الانسان بتندوف التي تعيش هذه الايام على وقع احتجاجات وانتفاضات تهدد مصالح زعماء الجبهة الانفصالية .. وفي إطار هذه الندوة قدم كل من محمد سالم الشرقاوي رئيس منظمة السلم والتسامح للديمقراطية وحقوق الإنسان، وحمادة لبيهي وأحمد ولد خر، وعدنان أبريه (شقيق الخليل أحمد) شهادات لما وقع ويقع من تعذيب واعتقالات وقمع بمخيمات العار، فيما لم يحضر هذا اللقاء اي محتجز من محتجزي مخيمات تندوف، حيث لم تسمح الجبهة وسيدتها الجزائر لأي منهم بالحضور لتقديم شهادات حية عن واقع حقوق الانسان بالمخيمات. وبوازاة ذلك حضرت المدعوة أميمة عبد السلام، التي تعيش بسويسرا وتقدما الجبهة كممثلة لها هناك، وقد استغلت هذه الأخيرة الفرصة لطرح سؤال بعيد عن موضوع الندوة وذلك من خلال الحديث عن موضوع توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل حقوق الانسان بالمنطقة وهو موضوع عزيز على النظام الجزائري ودميته البوليساريو ولا يملون من إعادة ترديده كل سنة بمناسبة دورات تمديد نهمة المينورسو بمجلس الامن.. وكان ردّ محمد سالم الشرقاوي كافيا لإسكات صوت أميمة عبد السلام، بوق الانفصاليين في سويسرا، حيث فند جميع الادعاءات التي تستند إليها جبهة العار لإقحام موضوع حقوق الانسان ضمن صلاحيات المينورسو، وفي هذا الإطار قال الشرقاوي إن توسيع صلاحيات المينورسو لا يستند إلى ما هو مقنع على ارض الواقع، إذ ليس هناك "أي منظمة أو آلية دولية زارت المنطقة في هذه الفترة، تدعم هذا المشروع لأنها إعترفت ووضعت ثقتها في الآليات وما تقوم بها هذه الآليات الجهوية خصوصاً اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون وبالداخلة". وأضاف الشرقاوي أن "الحائل دون ذلك حائلاَ واقعياً حظي بالثقة الدولية وحظي بإشادة أممية داخل كل التقارير"، لذلك يقول الناشط الحقوقي الصحراوي فإن "الجواب واضح وعلى من يسعى لتوسيع صلاحيات المينورسو أن يراجع الإتفاقية الإطار المبرمة بين المملكة المغربية والأممالمتحدة من جهة، وبين جبهة البوليساريو وأن لا يدخل المجتمع الصحراوي في مغالطات وممارسات تضيع له الوقت وتضيع أمامه الفرصة في ممارسة حياته الطبيعية وفي إستثمار وقته نحو المستقبل". وختم الشرقاوي بالقول إن "ما نقوم به الآن من خلال منظمات المجتمع المدني هو تحصين للكرامة الإنسانية داخل منطقة الصحراء وإسترجاع للقيمة الإنسانية ومصالحة ذاتية ومصالحة بينية ومصالحة ما بين المجتمع وكل الآليات المشتغلة في المنطقة".. يشار أن هذه الندوة، عقدت على هامش إختتام أول "منتدى عالمي للاجئين"، والذي نظمته مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين بالإشتراك مع الحكومة السويسرية والذي إفتتح أشغاله في جنيف يوم الإثنين 16 دجنبر الجاري، بهدف إجاد حلول عملية تسهم في تحسين حياة اللاجئين والمجتمعات المضيفة لهم. ويشارك في المنتدى حوالي 2000 شخص، ضمنهم أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة ورجب طيب أردوغان رئيس تركيا، وعدة شخصيات دولية ومندوبون حكوميون ومسؤولون من منظمات دولية ومنظمات غير حكومية وشركات ومؤسسات بالإضافة إلى ستين لاجئاً من مختلف بقاع العالم، باستثناء مخيمات تندوف الذين تفرض عليهم جبهة البوليساريو طوقا من الحديد والنار بدعم من الاجهزة العسكرية والمخابراتية الجزائرية.. تفاصيل اخرى ننشرها بعد قليل على شكل شهادات في اشرطة فيديو..