تعيش مخيمات تندوف غليانا غير مسبوق خلال الأيام الأخيرة، بعد تنامي احتجاجات الصحراويين المحتجزين من طرف جبهة البوليساريو، وارتفاع أصوات منادية بتدخل المجتمع الدولي، لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الجبهة الانفصالية في حق الصحراويين المحتجزين لديها. وشهدت مخيمات تنطوف طيلة الأسبوع الجاري مظاهرات طالب فيها المحتجون بتمتيعهم بعدد من حقوقهم المسلوبة، كالحرية في التنقل، حيث لا يُرخص لهم بمغادرة نطاق مخيمات تندوف، حتى لا يسمح لهم بالهروب إلى المغرب، كما يطالب المحتجون بالتحقيق في حالات تعذيب معارضين داخل سجن الذهيبية. ويبدو أن الغليان الذي يسود مخيمات تندوف ماضٍ نحو مزيد من التصعيد، بعد دعوة مكونات الحَراك السلمي إلى خوض مظاهرات ووقفة احتجاجية، اليوم السبت، أمام المفوضية السامية لغوث اللاجئين، قصد إثارة انتباه المجتمع الدولي إلى الأوضاع المأساوية التي يعيش فيها الصحراويون المحتجزون بتندوف. عثمان بنطالب، رئيس المؤسسة المغاربية للتواصل وحوار الثقافات، عضو منظمة غوث الصحراويين في مخيمات تندوف، وصف أوضاع الصحراويين المحتجزين من طرف ميليشيات البوليساريو ب"الكارثية"، مضيفا في تصريح لهسبريس: "هناك قمع كبير للصحراويين المحتجزين في المخيمات". وحسب إفادة عثمان بنطالب فإنّ الأمن الجزائري تدخّل لتوفير الدعم لميليشيات البوليساريو أثناء قمعها للمحتجين بداية الأسبوع الجاري، قبل أن يتراجع، مبرزا أنّ انتهاكات حقوق الإنسان التي تعرفها مخيمات تندوف تستدعي تدخل المجتمع الدولي لوضع حد لها، وهي الرسالة التي يسعى المحتجون إلى إيصالها باحتجاجهم أمام المفوضية السامية لغوث اللاجئين. وأضاف بنطالب، أنّ الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، سيخوضون احتجاجا سلميا أمام المفوضية السامية لغوث اللاجئين، "من أجل المطالبة بمطالب مشروعة ينبغي أن تتوفر لكل إنسان هم محرومون منها"، ذاهبا إلى القول إنّ صحراويين تندوف "يعيشون في سجن كبير". من جهته طالب منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف ب"فورستاين"، بمحاسبة المسؤولين عن قمع الاحتجاجات الأخيرة ضد قيادة جبهة البوليساريو التي شهدتها مخيمات تندوف، مشيرا إلى أن ميليشيات البوليساريو استعملت الآليات العسكرية الثقيلة لقمع الاحتجاجات، ورمت المتظاهرين بالحجارة، ما أدى إلى إصابة عدد منهم، وزُج بآخرين في السجن. وحسب المعطيات التي نشرها منتدى "فورستاين"، فإن ميليشيات البوليساريو أقدمت على اختطاف واعتقال 14 شخصا من المتظاهرين خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها مخيمات تندوف، دخلوا في إضراب عن الطعام بسجن الذهيبية منذ فاتح ماي الجاري، داعيا المنتظم الدولي إلى التدخل لإطلاق سراحهم ومحاسبة المتورطين في تعذيبهم.