أبرز المشاركون في الندوة الدولية التي عقدتها المنظمة المغربية للصحراويين الوحدويين، يوم السبت بآسا (إقليم آسا-الزاك)، حجم الانتهاكات الجسيمة المرتكبة في حق المحتجزين بمخيمات تندوف على التراب الجزائري. وأثار المشاركون، في هذه الندوة، إشكالية العدد الحقيقي للسكان المحتجزين في هذه المخيمات، في الوقت الذي لا يوجد فيه أي رقم رسمي يمكن الاعتماد عليه، مؤكدين على ضرورة وضع آلية دولية مستقلة متفق عليها لإحصاء ساكنة مخيمات تندوف حتى لا يبقى المجال مفتوحا للتجاوزات والانتهاكات التي تصل حد التصفية الجسدية. وفي كلمة له، أكد الكاتب والصحافي الجزائري، أنور مالك أن جبهة البوليساريو تملك سجلا حافلا بالانتهاكات الخطيرة والجسيمة لحقوق الإنسان سواء كانت في الماضي أو الحاضر تتحمله الدولة الجزائرية بصفتها الطرف المعنوي والقانوني لدى المجتمع الدولي. واستعرض نماذج من هذه الانتهاكات التي تضمنتها بعض التقارير الدولية المنجزة في ظل عزلة سكان المخيمات وغياب المراقبة الميدانية المنتظمة لحقوق الإنسان، حيث تحدث عن الانتهاكات المرتكبة على مستوى حرية التعبير والرأي وحرية التنقل وتفشي ظاهرة الاسترقاق والعبودية، مؤكدا على وجود حقائق أخرى يتم إخفاؤها عن مندوبي المنظمات الحقوقية. ودعا مالك الأممالمتحدة إلى توسيع صلاحيات بعثتها لمراقبة حقوق الإنسان في هذه المخيمات، وكذا المجتمع الدولي إلى التحرك السريع من أجل وضع حد لمأساة هؤلاء الصحراويين وذلك بوضع آليات واضحة وعاجلة لمراقبة الوضع الحقوقي في هذه المخيمات. من جهته، أبرز رئيس (جمعية ذاكرة وعدالة) الموريتانية، أمان ولد الخالص، أن هناك جنسيات أخرى تعرضت للتعذيب في مخيمات تندوف غير الصحراويين المغاربة، مشيرا في مداخلة حول "انتهاكات حقوق الإنسان في تندوف: تجربة موريتانية" إلى أنه هو وزملاؤه كانوا شهودا على هذه الانتهاكات في سجن "الرشيد" الرهيب في فترة الثمانينات من القرن الماضي. وكشف سعيد هادف عضو اتحاد الكتاب الجزائريين عن "لا تاريخية" أطروحة البوليساريو وتهافت مقاصدها من خلال الإطار التاريخي والإنساني، حيث أن العصر الحديث أفضى منذ قرنين على الأقل إلى تجاوز مفهوم الدولة القطرية، مبرزا في هذا الصدد أن إقدام المملكة المغربية على مبادرة الحكم الذاتي ومشروع الجهوية الموسعة ينسجم مع النسق التاريخي للعصر الحديث. وتميز برنامج الندوة، بتقديم مجموعة من العروض، تناولت "الطرح الانفصالي لدى جبهة البوليساريو وتداعياته الإنسانية"، و"وضعية الطفل الصحراوي المحتجز بمخيمات تندوف"، و"مسؤولية النظام الجزائري حول انتهاكات حقوق الإنسان بتندوف"، وكذا مداخلات وشهادات حية لمجموعة من الأسرى والمحتجزين السابقين بمخيمات لحمادة. وتسعى المنظمة من خلال هذه الندوة التي تندرج في إطار فعاليات "قافلة الصوت الوحدوي" التي انطلقت منذ فاتح أبريل الجاري، تحت شعار "لنساهم جميعا في الدفاع عن المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف"، إلى تحسيس الرأي العام الوطني والدولي بجسامة الانتهاكات التي ترتكبها جبهة "البوليساريو" والجزائر في حق السكان المحتجزين في مخيمات لحمادة.