تظاهر آلاف الطلبة أمس الثلاثاء، كما هو الشأن كل أسبوع في الجزائر العاصمة، ضد الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر الجاري، وذلك في آخر يوم ثلاثاء قبل اقتراع يوم الخميس الذي يرفضه الحراك. وجاب المتظاهرون المحاور الرئيسية لوسط المدينة وصولا الى ساحة البريد المركزي، نقطة التقاء كل التظاهرات منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية في 22 فبراير المنصرم. وردّد المتظرون "لا انتخابات مع العصابات" وهو الشعار الاكثر ترديدا في هتافات الطلاب ومعهم العديد من المواطنين. ونجح الحراك في دفع بوتفليقة الى الاستقالة بعد أن قضى 20 عاما في الحكم، وهو اليوم يطالب بمؤسسات انتقالية لإصلاح النظام ويرفض ان تشرف السلطة الحالية على الانتخابات لخلافة بوتفليقة معتبرا أن هذه طريقة لتجديد النظام. ووسط انتشار أمني كثيف، هتف الطلاب مطالبين ب"دولة مدنية وليس عسكرية" في رسالة إلى قيادة الجيش العمود الفقري للسلطة التي يمثلها رئيس الأركان الفريق احمد قايد صالح، الحاكم الفعلي منذ رحيل بوتفليقة. وهتفوا "باي باي قايد صالح، هذا العام لن تكون هناك انتخابات"، كما رفع العديد من المتظاهرين بطاقات حمراء كتب عليها "لا" للانتخابات و"شكرا" للجزائريين المقيمين في الخارج الذين قاطعوا الاقتراع الرئاسي منذ بدايته السبت. وبدت مراكز الاقتراع خارج البلاد، المفتوحة في السفارات والقنصليات الجزائرية، شبه خالية فيما كان قليل من الناخبين هدفا لهتافات مهينة من معارضي الانتخابات كما في فرنسا. وحسب العديد من الملاحظين فإن هذه المسيرة الأخيرة قبل يوم الاقتراع المفروض يوم غد الخميس هي رسالة قوية من الشعب الجزائري تقول بأنه ن لن "يعترف بالرئيس القادم" الذي يريد الجيش فرضه على الجزائريين. وكانت الشرطة قد فرقت يوم الاثنين المنصرم، مسيرة عفوية لطلاب جامعات وثانويات تجمعوا ضد تظاهرة مؤيدة للانتخابات في وسط العاصمة الجزائرية..