اتفق المغرب وتركمانستان، اليوم الثلاثاء بعشق آباد، على إنشاء لجنة مشتركة وتحديد خارطة طريق بهدف القيام بإجراءات ملموسة، تسعى إلى إعطاء دفعة جديدة للشراكة بين البلدين. وتم اتخاذ هذا القرار في لقاء بعاصمة تركمانستان بين كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، مونية بوستة، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الشؤون الخارجية بتركمانستان رشيد ميريدوف. ونوه ميريدوف، خلال هذا اللقاء الذي يندرج في إطار جولة بدأتها بوستة اليوم الثلاثاء بآسيا الوسطى، بجودة العلاقات الثنائية، والتي تترجم على أعلى مستوى تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس تركمانستان السيد غوربانكلي بيردي محمدوف. وبهذه المناسبة، استعرض الطرفان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، منوهين بتطابق وجهات النظر وبالدعم المتبادل الذي تقدمه الدولتان لبعضهما داخل الهيئات الدولية. وعلى المستوى السياسي، أشاد الجانبان بالسنوات السبعة والعشرين للعلاقات الدبلوماسية، واتفقا على ضرورة بعث دينامية جديدة بها، من خلال تعميق العلاقات على المستوى السياسي وتوسيعها في المجالين الاقتصادي والثقافي من أجل شراكة مفيدة للطرفين. من جهة أخرى، عقدت كاتبة الدولة مع نائب وزير الشؤون الخارجية، بيردنياز مياتييف، الدورة الثانية للمشاورات السياسية بين وزارتي الشؤون الخارجية. وخلال هذه الدورة، التي جرت على الخصوص، بحضور السفير المغربي بتركمانستان، عبد الجليل صوبري، تم تحديد عدد من القطاعات من جانب الطرفين، وخاصة في المجالين الاقتصادي والثقافي. وبالنظر إلى غنى التراث اللامادي الذي يتقاسمه البلدان في مجالي الفروسية والسجادة، أعرب الجانبان عن اهتمامهما بجعلهما مجالين للتعاون المتميز عبر الرفع من فرص الشراكة والمبادلات. وعلى الصعيد الاقتصادي، جرى التباحث حول التعاون الثنائي بشأن القطاعات ذات الاهتمام المشترك، مثل السياحة والمعادن والجيولوجيا والصناعة التقليدية والصناعة الصيدلانية والنسيج والطاقة والطاقات المتجددة. أما على الصعيدين التربوي والثقافي، فقد اتفق الطرفان على تطوير أنشطة التبادل بين الشباب وكذلك برامج التعاون خاصة من أجل التكوين في المجالات الطبية والسياحية والهندسية، بالإضافة إلى تعلم اللغات. في ختام هذه الدورة الثانية للمشاورات السياسية، قامت السيدة بوستة ووزير الشؤون الخارجية لدولة تركمانستان بالتوقيع على اتفاق إطار للتعاون، ومذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية بين وزارتي شؤون خارجية البلدين، ثم مذكرة تفاهم بين الأكاديمية المغربية للدراسات الدبلوماسية ومعهد العلاقات الدولية بوزارة الشؤون الخارجية لتركمانستان.
وبعد تركمانستان، ستتوجه السيدة بوستة إلى طاجيكستان وبعدها إلى أوزبكستان.