جدد المغرب والمملكة المتحدة تأكيدهما، اليوم الثلاثاء بالرباط، على الرغبة المشتركة في توفير إطار ملائم يتيح تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وأكد كاتب الدولة البريطاني المكلف بالتنمية الدولية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، السيد أندرو موريسون، خلال ندوة صحفية مشتركة مع كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، السيدة مونية بوستة، بمناسبة انعقاد الدورة الثانية من الحوار الاستراتيجي المغربي - البريطاني، على التقدم المحرز منذ انعقاد الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي بلندن، بتاريخ 5 يوليوز 2018. وأعرب السيد موريسون عن ارتياحه للنتائج التي تحققت، مؤكدا على أهمية هذا اللقاء الذي يبرز "عمق وحجم" علاقات الصداقة التي تربط بين المملكة المتحدة والمغرب. وعبر كاتب الدولة البريطاني عن إرادة بلاده في مواصلة العمل مع شركائها الدوليين، وأمله في مزيد من التعزيز للعلاقات مع المغرب، لا سيما في المجال الاقتصادي. كما أكد على ضرورة دعم العلاقات الثنائية في مختلف مجالات الاهتمام المشترك، ولا سيما الأمن والتعليم والثقافة، وتعزيز القدرات في هذه المجالات. من جانبها، نوهت السيدة بوستة بالتبادل المثمر والمناقشات المعمقة، بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة التي تمخض عنها تحديد العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك، والتي تكتسي أولوية بالنسبة لكلا الطرفين. وأكدت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أن "الدورة شكلت مناسبة للإشادة بالعلاقات المتميزة والصداقة التاريخية التي تربط المملكة المغربية بالمملكة المتحدة، اعتبارا لما يجمع البلدين من قيم و مصالح مشتركة، مبنية على مبدأي الاحترام و الثقة المتبادلين"، مضيفة أنها مكنت من إجراء تقييم لواقع العلاقات الثنائية بين البلدين وأولويات التعاون التي تم تحديدها عقب الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي. وأشارت إلى أن الجانبين تطرقا إلى أربعة مجالات أساسية، و التي تشمل كلا من المجال السياسي والأمني والاقتصادي، إضافة إلى مجالي الثقافة والتعليم. وأبرزت السيدة بوستة إبداء الطرفين لرغبة أكيدة في تعزيز الحوار الاستراتيجي ومواصلة الجهود للرقي به إلى مستوى شراكة استثنائية تجمع البلدين، مضيفة أنه تم الاتفاق على دراسة سبل تعزيز المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين و على مستوى المنتديات الدولية. كما جددت تأكيد الجانبين على دعم السلام والاستقرار، لا سيما في إفريقيا، وعزمهما المشترك على مكافحة الإرهاب، بجميع أشكاله ومظاهره. وأشارت كاتبة الدولة إلى تطرق الجانبين خلال هذه الدورة، إلى القضايا المتعلقة بالنزاعات والأمن في القارة الإفريقية، لا سيما فيما يتعلق بانعدام الأمن والاستقرار في منطقة الساحل والصحراء، مضيفة أنه تم التشديد على أهمية تعزيز المشاورات بشأن القضايا الراهنة، مسجلة ارتياح الطرفين للتطور الإيجابي الذي عرفه التعاون بين المؤسسات الأمنية المغربية والبريطانية، والذي ترجم إلى عدد هام من الزيارات المتبادلة بين خبراء البلدين، مؤكدة رغبتهما في تعميق التعاون في المجال الأمني، خاصة فيما يتعلق بتكوين المؤطرين ومحاربة الإرهاب. وعلى المستوى الاقتصادي، أكدت السيدة بوستة ارتياح الطرفين للنتائج الواعدة التي تمخضت عنها اللقاءات الإقتصادية، والتي فتحت المجال لافاق جديدة للاستثمارات البريطانية في المغرب، مع التشجيع على بلورة رؤية للاستثمار المشترك بإفريقيا وضرورة إعطاء دفعة قوية في المجالات الاستراتيجية، لاسيما في مجال التدبير المالي و السياحة و الطاقة. وفيما يتعلق بمجال التعليم والثقافة والشباب، أكدت كاتبة الدولة أن الدورة "سلطت الضوء على الدينامية الإيجابية التي تطبع شراكة المغرب والمملكة المتحدة في هذا الصدد، و التي تعرف نموا مضطردا"، ورحبت في هذا السياق بتوقيع مذكرة تفاهم حول إنشاء لجنة مغربية - بريطانية مشتركة خاصة بالتعليم العالي. وفيما يتعلق بقضية الصحراء، أعربت السيدة بوستة عن شكر المغرب للمملكة المتحدة على موقفها الداعم للمجهودات الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب للتوصل إلى حل سياسي لقضية الصحراء، وكذا عزمه على المساهمة بشكل فعال في التوصل إلى حل سياسي تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة".