يشهد كتاب وأكاديميون وأولو الخبرة والرأي في التحليل الإستراتيجي من خلال كتب وإصدارات سلطت الضوء على 20 سنة من حكم الملك محمد السادس، أن جلالته وبفضل رؤيته الحكيمة أرسى دعائم مهمة جعلت من المملكة المغربية خلال العقدين الأخيرين منارة إشعاع توزع على محيطها العربي والإفريقي والعالمي . فالكاتب الفرنسي شارل سان برو وفي كتابه "الملك محمد السادس أو الملكية بعيدة النظر"، رسم صورة عن التعاون بين باريس والرباط في عهد محمد السادس، مؤكدا على أن المغرب عرف تحولات كبيرة في السنوات العشرين الماضية، حيث وضع جلالة الملك رؤية حديثة للتغيير مع احترام استمرارية عمل أسلافه، مؤكدا على أن الأمر يتعلق بملكية نشطة وديناميكية تتكيف مع تحديات العصر. فجلالة الملك حسب الكاتب الفرنسي مستعد للاستجابة لتحديات العالم الجديد، خاصة في مجال العلاقات الدولية وبشكل خاص مع فرنسا، مشدادا على أن "هناك دولتين لهما نفس المسار التاريخي المثير للاهتمام أيضا، فقد ولد كلاهما منذ أكثر من ألف عام، وإرادة السلالات الملكية في المغرب وفي فرنسا أسست هذين البلدين، اللذين كانا دائمًا يتمتعان بعلاقة تعاون صعبة أحيانا ما ولكن تعاونهما كان أو مازال بلا حدود بين جانبي المتوسط، نحن البلدان المستقران للبحر الأبيض المتوسط." من جانبه سلط الكاتب والصحافي الموريتاني عبد الله ولد محمدي في كتابه "المغرب وإفريقيا: رؤية ملك"، الضوء على العلاقات التاريخية بين المغرب وإفريقيا، وكذا منجزات المغرب في القارة الإفريقية على مدي عقدين من الزمن بناء على رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس التي شكلت إطارا لهذه العلاقات في مجال السياسة والاقتصاد والدين. وأكد الكاتب في مقدمة مؤلفه أن المقولة التي أطلقها جلالة المغفور له الحسن الثاني عن كون المغرب أشبه بشجرة لها جذور عميقة في القارة الإفريقية بينما أغصانها ممتدة نحو أوروبا، هي بالتأكيد مقولة صحيحة بقوة الجغرافيا السياسية وصلابة التاريخ المشترك ووقائعه. وأشار في هذا السياق إلى أن الزيارات التي قام بها جلالة الملك إلى مختلف أركان القارة الافريقية لصلة الرحم مع الشعوب الافريقية ولفتح أبواب جديدة للتعاون، توجت بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، مما يؤكد بالملموس أن جلالته يمتلك رؤية استراتيجية لأولويات القارة على المستوى الروحي والمادي والاستثماري، ويمتلك في الوقت نفسه، وصفات حلول لمشاكل مستعصية تتصل بالتطرف الديني وبالهجرة وبعوائق التنمية الذاتية المندمجة وفق حاجيات الشعوب الإفريقية، وكل ذلك تم بمبادرات ومشاريع مربحة للجميع وبحكمة القادة الأفارقة الكبار. وسينشر "إيمريك شوبراد"، مستشار مارين لوبين، في شتنبر المقبل، كتابا تحت عنوان "الجغرافيا السياسية للملك"، وهو الكتاب الذي يناقش أداء الدبلوماسية المغربية خلال العشرين سنة الأخيرة ويضع تحت المجهر التوجه الإفريقي لجلالة الملك محمد السادس خلال السنوات الأخيرة. وستغني هذه الكتب لا محالة، الرصيد الوثائقي لمنجزات 20 سنة من حكم جلالة الملك محمد السادس، لكنها لن تفي عهد جلالة الملك حقه، إذ مهما كتبنا عن هذه الحقبة الذهبية من تاريخ المغرب التي من المفروض أن تكون موضوع رسائل دكتوراه، فإننا لن نوفيها حقها، لأن ما تحقق للمغرب فيها من منجزات ومكتسبات كبيرة ومتميزة، بفضل حنكة وتبصر جلالة الملك، أكبر من أن تحتويها قلم كاتب وأعظم من أن يتحدث عنها لسان محلل ..