كشف المحامي صالح دبوز، محامي دفاع الناشط السياسي والحقوقي كمال الدين فخار الذي توفي أمس الثلاثاء في مستشفى فرانس فانون في البليدة، أن موكله عانى خلال فترة حبسه من الإهمال الطبي وسوء الرعاية الصحية، إلى أن أغمي عليه وتفاقمت حالته الصحية وصولا إلى وفاته. وقال دبوز، في حوار صحفي، إن فخار واجه ظروفًا عصيبة قبل وفاته، حيث بمجرد اعتقاله دخل في إضراب عن الطعام، وعانى داخل سجن غرداية لمدة 10 أيام، لينقل بعدها إلى المستشفى. وأضاف دبوز أن كمال الدين فخار بقي هنالك "في حجرة متسخة بها حشرات، وقد أخبرني فخار عن سوء التكفل الطبي ورفض الأطباء الاستماع إليه، وإجراء التحاليل الطبية التي كان يطالبهم بها بحكم أنه طبيب، إلى أن أغمي عليه ونُقل إلى الإنعاش وبعدها مستشفى فرانس فانون بالبليدة، وتوفي مباشرة بعد وصوله". وقال دبوس إنه تكلم ثلاث مرات وندّد بهذه التصرفات، إلا أن الجميع ظل صامتًا في وجه الخروقات، ووجه أصابع الاتهام إلى النائب العام في غرداية الذي وضع مجموعة من النشطاء خصومًا له، والدليل حسب المحامي دبوز "إصداره بيانا ينتقد قاضي التحقيق الذي لم يقُم باعتقاله شخصيا يوم 8 أبريل ووصل به الأمر لأن يتهمه بالعمل لصالح جهات أجنبية لا أيعرفها وليس له علاقة بها". كما لام دبوز قاضي التحقيق الذي أمر بإيداع فخار رهن الحبس المؤقت قبل أن يطلع على الملف، بحسب ما أخبره فخار نفسه، كما اتهم المحامي رئيس غرفة الاتهام الذي أيد أمر قاضي التحقيق بالرغم من خلو ملفه من أي واقعة خطيرة تبرر وضعه تحت نظام الحبس المؤقت، بالإضافة إلى مدير مستشفى غرداية والطاقم الطبي الذي تهاون في إسعافه ومعاملته كسجين وليس مريض. وعبر دبور عن قناعته التامة ببراءة فخار مؤكدا أن اعتقاله تم بطريقة تعسفية، مشيرا إلى أن اعتقاله تم بعدما أجرى حوارًا مع الصحفي محمد علي علالو، يوم 25 مارس الماضي، عبّر فيه عن امتعاضه من سياسة الكيل بمكيالين من طرف السلطات الإدارية والقضائية لولاية غرداية. وقال صالح دبوز إنه "نتيجة لهذا الحوار تم اعتقاله وتحديد مجموعة من سبع متهمين منهم أنا المحامي صالح دبوز والنقابي حاج إبراهيم عوف وآخرين وجهت لنا تهم خطيرة وصلت إلى 14 تهمة فقط لأننا أبدينا رأينا في محاكمة خياط إدريس وتشعبت نور الدين، اللذين تم الحكم عليها بعشر سنوات حبسا نافذا، رغم براءتهما من تهم القتل الملفقة لهم". وكان فخار قبل أيام قليلة من اعتقاله، أجرى مقابلة مع الصحفي محمد علي علالو، حيث تطرق فيها إلى الإجراءات القانونية التي كان يواجهها، والوضع السياسي في غرداية والحراك الشعبي. وقال خلال الحوار "دخلت السجن بسبب كتاباتي، من قبل كان من يعارض يدخل السجن المؤبد أو يتعرض للقتل، واليوم أصبحوا يأخذونه إلى السجن، أنا دخلت السجن لتهم خطيرة جدا، دون وجود الوقائع المحددة بالزمان والمكان". وأضاف الراحل أن "أي جزائري يقول الحقيقة أو يعبر عن رأيه يأخذونه إلى السجن، وعلى عكس الماضي، كانوا يخترعون وقائع لدعم اتهاماتهم، والآن لا يفعلون ذلك، هناك أشخاص قضوا عامين في السجن لأنهم شوهدوا في اجتماع مفتوح للمدافعين عن حقوق الإنسان". ونقل فخار تفاصيل ما حصل له منذ سنوات خلت، سواء من خلال منعه من العمل أو سلسلة توقيفاته، وأيضا الأحداث التي وقعت في غرداية والتي قامت السلطة باعتقاله على خلفيتها، وقال إن "أحداث غرداية افتعلتها السلطة".