أعيد، اليوم الأربعاء، انتخاب سيريل رامافوسا رئيسا لجمهورية جنوب إفريقيا لولاية من خمس سنوات. وتعد إعادة الانتخاب هذه مجرد إجراء شكلي بعد فوز المؤتمر الوطني الإفريقي في الانتخابات التشريعية التي جرت في البلاد يوم 8 ماي. وكان حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، الذي يتولى السلطة منذ عام 1994، قد فاز في الانتخابات التشريعية بحصوله على 57.5 في المائة من الأصوات، وهي أضعف نتيجة يحققها حزب نيلسون مانديلا منذ أول انتخابات متعددة الأعراق جرت في بلاد قوس قزح في عام 1994 بعيد نهاية الفصل العنصري. وخولت هذه النتيجة الحزب 230 مقعدا من أصل 400 مقعد في الغرفة السفلى للبرلمان. وسيقام حفل التنصيب الرسمي لرئيس جنوب إفريقيا السبت المقبل في مدينة كيب تاون حيث يوجد مقر البرلمان. وتنتظر رامافوسا (66 عاما) العديد من الملفات، على رأسها تنشيط الاقتصاد الذي لم يتمكن حتى الآن من استعادة عافيته. وحقق اقتصاد بلاد قوس قزح في 2018 نموا ضعيفا بنحو 0.8 في المائة، في وقت لا تستبعد فيه التوقعات الخاصة بعام 2019 حدوث ركود محتمل بسبب أزمة الكهرباء التي تقوض ثقة المستثمرين. ولا يخدم هذا النمو البطيء مصالح بلد ارتفعت فيه البطالة إلى 27.6 في المائة من الساكنة النشيطة في أوائل السنة الجارية. وتشير تقديرات مستقلة إلى أن البطالة تؤثر على أكثر من 50 في المائة من الشباب في المناطق المحرومة حيث يعيش غالبية السود. وإلى جانب الاقتصاد، سيكون على رامافوسا مواصلة جهود مكافحة الفساد، وهي ظاهرة تنخر دواليب الدولة، مما يلحق أضرارا بالغة بصورة البلاد، خاصة لدى المستثمرين والشركاء الأجانب. وقد أحدثت قضايا الفساد، التي تورط فيها العديد من أعضاء حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، تصدعات في صفوف الحزب، ومن شأنها أن تعوق زخم الإصلاح الذي يعتزم رامافوسا تسريع وتيرته خلال فترة ولايته.