ذكرت وسائل الإعلام الجنوب أفريقية اليوم الثلاثاء، أنه في ظل رفض الرئيس جاكوب زوما التنحي عن السلطة، لن يكون أمام حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم خيار آخر، سوى إعداد ملتمس تنحية ضد رئيس الدولة. وقد ضاق الخناق على زوما منذ يوم الأحد الماضي، حينما تم إستدعاؤه إلى اجتماع مع القيادة الجديدة لحزب نيلسون مانديلا، برئاسة نائب الرئيس سيريل رامافوسا. وخلال هذا الاجتماع، رفض زوما عرضا بمغادرة السلطة بطريقة حبية، مدعيا أنه لا يوجد سبب للرحيل قبل انتهاء ولايته الدستورية عام 2019. وعقب هذا الرفض، اجتمعت اللجنة الوطنية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي يوم الاثنين لتعميق المناقشات حول قضية لا تزال تشغل هذا الحزب، الحاكم ببلاد قوس قزح، منذ عام 1994، تاريخ نهاية نظام الفصل العنصري. وفي نهاية هذا الاجتماع الذي شهد اشتباكات عنيفة أمام مقر المؤتمر الوطني الأفريقي في جوهانسبورغ بين مؤيدي ومعارضي زوما، قررت اللجنة إحالة القضية على اللجنة الوطنية التنفيذية، أعلى هيئة تقريرية في الحزب. ويتوقع المراقبون وقوع معركة حقيقية يوم الأربعاء داخل اللجنة، التي تضم حلفاء أقوياء لزوما، مستعدين للدفاع عن زعيمهم بشراسة. وفي مواجهة هذا المأزق، سيضطر المؤتمر الوطني الأفريقي لاتباع المسار الدستوري لإزاحة زوما، من خلال إعداد ملتمس إقالة بالبرلمان. غير أن هذا المسار ليس سهلا، لأن هذه الخطوة يجب أن تمر بجميع الهيئات الحزبية قبل الوصول إلى البرلمان. وكانت الهيئة التشريعية في جنوب أفريقيا التي تتخذ من كيب تاون مقرا لها، قد أجرت بالفعل تصويتا على ملتمس لحجب الثقة ضد زوما في 22 فبراير، قدمه حزب "مقاتلي الحرية الاقتصادية". وقال أعضاء المجموعة البرلمانية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، نقلا عن وسائل الإعلام، أن مجموعتهم لن تدعم مبادرة حزب "مقاتلي الحرية الاقتصادية" بقيادة جوليوس ماليما زعيم شبيبة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي السابق. ومنذ توليه السلطة، تمكن زوما من تجاوز العديد من ملتمسات حجب الثقة، بينما عرف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي يتولى السلطة بجنوب أفريقيا منذ انتهاء نظام الفصل العنصري سنة 1994، انقساما كبيرا. كما أن ولاية زوما تعرضت لانتقادات قوية على خلفية المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك البطالة المسجلة وفضائح الفساد المتكررة. ومنذ تولي سيريل رامافوسا رئاسة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في دجنبر الماضي، ازدادت حدة الدعوات إلى استقالة زوما داخل الح