يخلد الشعب المغربي ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير اليوم الإثنين بكل مظاهر الاعتزاز والافتخار، وفي أجواء الحماس الفياض والتعبئة المستمرة واليقظة الموصولة، تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذكرى 61 لاسترجاع مدينة طرفاية إلى الوطن والتي تعد محطة تاريخية وضاءة في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية . وقد قدم المغرب جسيم التضحيات في مواجهة الوجود الأجنبي والتسلط الاستعماري الذي جثم بثقله على التراب الوطني قرابة نصف قرن، وقسم البلاد إلى مناطق نفوذ موزعة بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب وجنوبه، والحماية الإسبانية بشماله وجنوبه، فيما خضعت منطقة طنجة لنظام حكم دولي، وهذا ما جعل مهمة تحرير التراب الوطني صعبة وعسيرة بذل العرش والشعب في سبيلها تضحيات جسام في غمرة كفاح وطني متواصل الحلقات طويل النفس ومتعدد الأشكال والصيغ لتحقيق الحرية والاستقلال والوحدة والخلاص من ربقة الاحتلال والتحالف الاستعماري ضد وحدة الكيان المغربي إلى أن تحقق النصر المبين والهدف المنشود بانتصار الشرعية، وعودة بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس والأسرة الملكية الشريفة من المنفى إلى أرض الوطن، مظفرا منصورا في 16 نونبر 1955 حاملا لواء الحرية والاستقلال. ولم يكن انتهاء عهد الحجر والحماية إلا بداية لملحمة الجهاد الأكبر لبناء المغرب الجديد الذي كان من أولى قضاياه تحرير ما تبقى من تراب المملكة من نير الاحتلال. وفي هذا المضمار، كان انطلاق جيش التحرير بالجنوب سنة 1956 لاستكمال الاستقلال الوطني، ومواصلة مسيرة التحرير بقيادة أب الأمة وبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس رضوان الله عليه، بعزم قوي وإرادة صلبة وصمود وإصرار. لقد كان خطاب جلالة المغفور له محمد الخامس بمحاميد الغزلان في 25 فبراير 1958 بحضور وفود وممثلي القبائل الصحراوية إيذانا وإعلانا عن إصرار المغرب على استعادة حقوقه الثابتة في صحرائه السليبة وحرصه على استعادة أراضيه المغتصبة. وهذا ما أكده بشكل صريح وواضح صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه التاريخي يوم 6 نونبر 2017 بمناسبة تخليد الذكرى 42 للمسيرة الخضراء المظفرة. وهكذا، تحقق بفضل حنكة وحكمة جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه وبالتحام وثيق مع شعبه الوفي، استرجاع إقليم طرفاية سنة 1958، والذي جسد محطة بارزة على درب النضال الوطني من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية. وواصل المغرب في عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله مثواه مسيرته النضالية حيث تم استرجاع مدينة سيدي إفني سنة 1969، وتنظيم المسيرة الخضراء، مسيرة فتح الغراء في 6 نونبر 1975 التي جسدت عبقرية الملك الموحد الذي استطاع بأسلوب حضاري وسلمي يصدر عن قوة الإيمان بالحق، وما ضاع حق وراءه طالب، استرجاع الأقاليم الجنوبية إلى حوزة الوطن، وكان النصر حليف المغاربة، وارتفعت راية الوطن لترفرف خفاقة في سماء العيون في 28 فبراير 1976، مؤذنة بنهاية الوجود الاستعماري في الصحراء المغربية. وفي يوم 14 غشت 1979، استرجعت بلادنا إقليم وادي الذهب، وباسترجاعه تحققت الوحدة الترابية للبلاد. وتواصلت ملحمة صيانة الوحدة الترابية، بكل عزم وحزم وإصرار، لإحباط مناورات الخصوم. وها هو المغرب اليوم بقيادة عاهله الهمام باعث النهضة المغربية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يقف صامدا في الدفاع عن حقوقه الراسخة، مبرزا بإجماعه الشعبي صموده واستماتته في صيانة وتثبيت وحدته الترابية، ومؤكدا للعالم أجمع من خلال مواقفه الحكيمة والمتبصرة، إرادته القوية وتجنده التام دفاعا عن مغربية صحرائه وعمله الجاد لإنهاء كل أسباب النزاعات المفتعلة، وسعيه الحثيث إلى تقوية أواصر الإخاء والتعاون بالمنطقة المغاربية خدمة لشعوبها وتعزيزا لاتحادها واستشرافا لآفاق مستقبلها المنشود. وبالمناسبة أكد بلاغ للمندوبية السامية للمقاومين وأعضاء جيش التحرير أن أسرة المقاومة وجيش التحرير، وهي تخلد بإكبار وإجلال الذكرى 61 لاسترجاع مدينة طرفاية، "تجدد موقفها الثابت من قضية وحدتنا الترابية وتعلن استعداد أفرادها لاسترخاص الغالي والنفيس في سبيل تثبيت السيادة الوطنية بأقاليمنا الجنوبية المسترجعة ومواصلة الجهود والمساعي الحثيثة لتحقيق الأهداف المنشودة والمقاصد المرجوة في بناء وطن واحد موحد الأركان، قوي البنيان ينعم فيه أبناؤه بالحرية والعزة والكرامة". كما تثمن، وفق المصدر، عاليا المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الصحراوية في ظل السيادة الوطنية لاسيما وأن هذا المشروع يحظى بدعم المنتظم الأممي ويعتبره المراقبون آلية ديمقراطية لإنهاء النزاع المفتعل بالمنطقة المغاربية والذي يسعى خصوم وحدتنا الترابية لتأبيده ضدا على الحقائق التاريخية التي تشهد على أن الصحراء كانت مغربية وستظل مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وأبرزت المندوبيبة أن المغرب لن يفرط قيد أنملة في حقوقه المشروعة بتثبيت سيادته على الأقاليم الجنوبية المسترجعة وسيظل مواصلا للتعاون مع المنتظم الأممي لإنهاء النزاع المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية المسترجعة وتمكين المنطقة المغاربية من السير على طريق التقارب والتعاون والعمل المشترك، مبرزة أنها نفس المرجعية التي أكد عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في خطابه السامي بمناسبة الذكرى 43 للمسيرة الخضراء المظفرة في 6 نونبر 2018 ، مؤكدة أن المغرب يبقى مقتنعا بضرورة أن تستفيد الجهود الحثيثة للأمم المتحدة، في إطار الدينامية الجديدة، من دروس وتجارب الماضي، وأن تتفادى المعيقات والنواقص التي شابت مسار مانهاست. فالشعب المغربي، يضيف المصدر، في تعبئة مستمرة وتجند دائم وراء القيادة الحكيمة والمتبصرة لقائد البلاد وعاهلها المفدى جلالة الملك محمد السادس من أجل صيانة الوحدة الترابية المقدسة وتثبيت المكاسب الوطنية، ومواصلة تعبئته التامة ويقظته الموصولة في مواجهة خصومه ومناوئيه في حقوقه المشروعة حتى ينتصر الحق ويزهق الباطل ويكسب رهان إنهاء النزاع المفتعل الذي يتمادى الخصوم في تأبيده ضدا على إرادة الشعوب المغاربية الشقيقة في بناء حاضرها ومستقبلها وإعلاء صروحها في أجواء الحوار وحسن الجوار والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل. وإن أسرة المقاومة وجيش التحرير بهذه المناسبة الوطنية المجيدة، لتستحضر المبادئ والمثل العليا وقيم النضال والذود عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية لإذكاء وإشاعة أقباسها وأنوارها في نفوس الناشئة والشباب والأجيال الحاضرة والقادمة، وإذكاء مواقفها الوطنية وانخراطها الايجابي الفاعل والملتزم بروح المواطنة المسؤولة لمواصلة مسيرات الحاضر والمستقبل، وإنجاز المشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي والتنموي والنهضوي والتضامني، والارتقاء ببلادنا إلى المكانة المرموقة بين أمم وشعوب المعمور، ونشر قيم العدالة الاجتماعية والتضامن والتكافل الاجتماعي بين كل مكونات المجتمع المغربي، وتأهيل المواطن المغربي لمواجهة تحديات العصر، وكسب رهانات التنمية الشاملة والمستدامة والمندمجة. واستشعارا لمسؤوليتها التاريخية وواجبها الوطني في تحصين الوحدة الوطنية والترابية، كثابت راسخ ضمن الثوابت العليا للوطن، فإن أسرة المقاومة وجيش التحرير تجدد وتؤكد وكسائر فئات الشعب المغربي ومختلف الهيآت السياسية والمؤسسات التمثيلية والقوى الحية في المجتمع، على تأييدها ودعمها للمواقف الرائدة وللتوجيهات الحكيمة التي يرعاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بالتصدي لكل المناورات التي تستهدف المس بسيادة بلادنا على ترابها المقدس وتحصين كل شبر من أراضيها في وحدتها التامة من طنجة إلى لكويرة، وتقوية الجبهة الداخلية للدفاع عن الوحدة الترابية التي كانت وستظل محط إجماع شعبي ومناط تعبئة شاملة ودائمة ومستمرة.