وجه كتبيو الدارالبيضاء رسالة إلى وزير الثقافة، بشأن وضعيتهم التي يعتبرونها غير صحية و غير مهنية اسوة بباقي الفاعلين في المجال الثقافي و الفني. واعتبرت الجمعية البيضاوية للكتبيين، في رسالتها التي توصلت تليكسبريس بنسخة منها، أن تنظيم القطاع و تقنينه أهم الغائبين عن ممارسة هذه المهنة التي ترتبط بكل ما هو جمالي و ثقافي و فني و توعوي.
وأضافت ذات الرسالة أن "هناك أولا مسألة تنظيم المهنة. إذ ورغم مجهودات الكتبيين في مختلف المدن لتنظيم أنفسهم في إطار جمعيات مهنية، فإن جهودهم تلك تذهب أدراج الرياح بسبب غياب الدعم سواء من طرف وزارتكم أو من طرف السلطات المحلية المنتخبة. . اللهم بعض المساعدات الإدارية واللوجيستيكية المتعلقة بتنظيمنا لمعرض سنوي بالدارالبيضاء خاص بالكتاب المستعمل والذي يحظى بحضور كبير من الزائرين من مجموع المغرب والذي يمتد شهرا كاملا ." مشيرة إلى مسألة غياب مشاركتهم في بعض التظاهرات الوطنية، كالمعرض الدولي للكتاب بالدارالبيضاء والذي تمنوا أن يكونوا حاضرين فيه و أنهم على استعداد للمصادقة على دفتر التحملات الخاص بحجم المشاركة وطبيعة المعروضات. كما طالبت الجمعية ترسيخ مبدأ الحوار الجاد والمسؤول بخصوص التغطية الصحية والاجتماعية على اعتبار أن الكتبيين "شريحة اجتماعية ذات وضع خاص على غرار الفنانين والمشتغلين بالصناعة التقليدية، فهم يشكلون تراثا ثقافيا وطنيا."
وفي الختام عبر الكتبيون المغاربة عن رغبتهم في أن يكونوا جزءا معماريا وسياحيا في المدن التي يتواجدون بها، وذلك بتخصيص فضاءات خاصة تكون بمثابة مزارات ثقافية وسياحية تزيد من رونق تلك المدن عوض الاستمرار في "مزاولة مهنتنا هذه داخل الأسواق الشعبية والعشوائية ،"تقول الرسالة.
وقال يوسف بورة، رئيس الجمعية، أنه "في دول العالم المتقدم، وأيضا بعض الدول الأقل تقدما، والتي تملك تقاليد ثقافية عريقة توجد للكتاب المستعمل والقديم مكانة خاصة؛ كما أن للمشتغلين فيه وضع اعتباري ومجتمعي لائق يحرص الجميع على دعمه وتطويره والحفاظ عليه .لأن في ذلك صونا للذاكرة الثقافية أولا، وثانيا لأنه يمكن من إشاعة القراءة وسط الأوساط الفقيرة وذات الدخل المحدود."
يشار إلى أن الجمعية قد راسلت سابقا ثلاثة وزراء ثقافة، حيث اكدوا في مقدمة رسالتهم انهم لم يتعبوا أو يكلوا أو يحبطوا من التجاهل والتهميش الذي قوبلوا به، "بل نحن نقاوم ونكد في سعينا الثقافي والإجتماعي، يساندنا في ذلك المثقفون والإعلاميون والقراء من مختلف الفئات. واستطعنا تحقيق منجزات من خلال ندوات حول القراءة والكتاب والقارئ، وأيضا معرض الكتاب المستعمل والذي بلغ دورته الخامسة وأصبح له صيت وطني ودولي"، يقول الكتبيون.