التأم، مؤخرا، ببهو استئنافية فاس مسؤولون قضائيون وموظفون ومحامون ومفوضون قضائيون، بالإضافة إلى كل من والي جهة فاس بولمان عامل عمالة فاس وعاملي إقليمي مولاي يعقوب وصفرو في حفل تكريم كل من الرئيس الأول لاستئنافية فاس الأستاذ محمد النجاري وثلاثة رؤساء غرف وموظفين بكتابة الضبط، أحيلوا جميعها على التقاعد عند متم السنة المنصرمة بعد نهاية مسارهم الإداري… وخلال حفل التكريم أثنى عدة مسؤولين قضائيين وموظفين ونقابة المحامين على «الخصال الحميدة والقيم الإنسانية النبيلة التي ظل المحتفون يتحلون بها طوال حياتهم المهنية، مما أكسبهم احترام مكونات الجسم القضائي سواء باستئنافية فاس أو غيرها من المحاكم التي عملوا بها». ففي كلمته، استحضر الحسن العلمي، الرئيس الأول بالنيابة، شيم المحتفى بهم عامة والرئيس الأول السابق خاصة، و«نال بذلك تقدير واحترام أسرة القضاء لا فرق في ذلك بين قاض ومحام وموظف ومفوض قضائي ومتقاض، منذ أن ولج سلك القضاء» بتوليه مهمة القاضي المقيم بقرية أبا محمد، فقاضيا بابتدائية فاس ثم رئيسا لابتدائية تازة. وبعد إحداث المحاكم الإدارية عين رئيسا لإدارية وجدة ثم رئيسا لمثيلتها بفاس، وفي سنة 2002 عين الأستاذ البخاري رئيسا أول لاستئنافية فاس، وبعد ذلك رئيسا أول لاستئنافية مراكش، لينتهي مساره المهني رئيسا أول باستئنافية فاس... وكان الرجل يضيف الأستاذ العلمي «قاضيا مقتدرا ومتمكنا، أبان عن قدرات عالية في تصريف القضايا بجرأة وحكمة، مشبعا بالشفافية و المروؤة والتعاون مع كل الفرقاء العاملين في الميدان»، حيث «تعامل مع الجميع بوضوح، وتعامل معه الجميع بارتياح في جو طبعه الانسجام فأحبه الجميع لأريحيته و كفاءته»... من جهته أشاد الوكيل العام للملك الأستاذ «فهمي بوزيان» بمناقب الأستاذ «البخاري»، واعتبره هرما قضائيا، وأكد أن في تكريمه «تقدير وعرفان له، لكونه رجلا نذر عمرا طويلا في خدمة القضاء وقضاياه، وأدى الرسالة التي كان مؤتمنا عليها بصدق وإخلاص و ضمير خالص، وكان في ذلك مثالا لسمو الأخلاق والتضحية والعمل الدؤوب، وحرص على إرساء قواعد تحديث الإدارة القضائية بتفان وتواضع». وأكد الوكيل العام أن «الإحالة على التقاعد لا تشكل إلا نهاية مسار وعمل إداري، في انتظار تفريغ ما تراكم من المعارف والخبرات والتجارب»، وإلى ذلك ناشد الوكيل العام في نهاية كلمته المحتفى بإحداث منتدى للقضاة الذين أنهوا مسارهم المهني بنجاح لخدمة رسالة القضاء، إذ من شأن هذه المبادرة أن تمد جسور التواصل بين السلف والخلف... في شهادته باسم موظفي كتابة الضبط أكد إدريس الترابي أن المحكمة وهي تحيي هذه السنة الحميدة تسعى من خلالها ترسيخ ثقافة الاعتراف والتقاليد القضائية، احتفاء بقضاة وموظفين حملوا مشعل رسالة العدل، وأدوا الأمانة بعطائهم المستمر، وأكدت كلمة موظفي كتابة الضبط أن «كل ما يمكن أن يسجل يفخر في حفل تكريم هؤلاء الأعلام لا يمكن أن يفي بما يحفل به تاريخهم المهني، وما تجيش به نفوسنا نحوهم من تقدير وإجلال، وسيظلون بذلك ولو تقاعدوا حاضرين في قلوبنا و أفكارنا و نبراسا لنا نهتدي به»... وباسم موظفي ديوان الرئيس الأول المكرم أكد الأستاذ الدباغ أن «الأستاذ البخاري اجتمع فيه ما تفرق في غيره، إذ كان رجلا حكيما ومتبصرا ومتواضعا وظل حريصا على الحوار أسلوبا لحل الإشكالات»، وأضاف بأن «هذه الصفات التي تحلى بها أهلته لينال حب واحترام وتقدير الجميع، وكان الرجل أيضا ملجأ للنصح والمشورة لا يغلق الباب في وجه كل من قصده لذلك»...