غيرتي على مدينة تازة وتراثها الحضاري دفعتني كي أكتب عن المدرسة المرينية الموجودة قرب المسجد الأعظم بتازة العليا ، هذه المعلمة التي بناها أبي يعقوب يوسف ثالث ملوك بني مرين وأسسها الأمير أبو الحسن سنة 1323 ميلادية ، فبعدما تم إدماجها في البرنامج ألتأهيلي الحضري للمدينة سنة 2010 لإعادة ترميمها المشروع الذي التزمت به وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتمويله حيث حدد المبلغ في أربعة ملايين درهما لا زال لم ير النور حتى الساعة ، مما جعلني أطرح سؤالا إشكاليا " من وراء تعطيل إعادة ترميم هذه المعلمة التاريخية ؟ وما هو سر غياب وزارة الثقافة ؟ التي يتجلى دورها في الحفاظ على المآثر التاريخية التي تعد مبعث فخر لأمتنا ودليلا على عراقتها وأصالتها لأن من لا تراث له لا حضارة له ، كما أن مثل هذا التراث الحضاري المعماري يعد معبر عن الهوية الوطنية بين الماضي والحاضر. تأسفت كثيرا وأنا أمر أمام هذه المدرسة العتيقة التي لعبت سابقا دورا إشعاعيا وحضاريا حيث درست فيها جميع العلوم وتخرج منها عدد كبير من العلماء والمفكرين هاهي اليوم متكئة على أعمدة خشبية خوفا من السقوط ، بابها أغلقت بصور لتجنب المتشردين من الدخول إليها . ننتظر من المسئولين عن وزارة الثقافة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الإسراع لترميم هذه المعلمة قبل سقوطها وهذا لإعادة الاعتبار الإشعاعي والحضاري الذي كانت تتميز به هذه المدرسة والدور الثقافي والسياحي الذي لعبته سابقا والذي ستلعبه مستقبلا في جلب عدد كبيرا من السياح لرؤية نموذج مثالي لنمط العمارة المغربية الأندلسية التي شيدت في المغرب عبر سنوات طويلة.