تقول السيدة ف م إحدى النساء المدمنات على عالم شبكات التواصل الإفتراضي أصبح يؤرقني الوضع بعدما صار زوجي يحبني على انني خليلته الافتراضية نهى الكاو . تقول أنا سيدة في الثلاثينات من عمري متزوجة ولدي طفلان عمر وهناء أقضي معظم وقتي بالمنزل لا أشتغل ولا أخرج للفسح والزيارات العائلية حتى. شبه منقطعة عن العالم الحقيقي حتى جيراني بالعمارة ،تقول، لا يكاد يربطني بهم شيء أكثر من كلمات محدودة عندما نلتقي وجها لوجه . منذ زواجي وأنا جد منشغلة بفكرة الخيانة الزوجية التي كانت تشحنني بها أمي طول الوقت خصصوا وأن أبي تزوج مرتين عليها الأمر الذي جلعها تفقد التقة تمام في كل الرجال وهذا ما تحول عندي إلى ما يشبه عقدة نفسية ظلت تجعلني أخذ كامل الحيطة والحذر في مراقبة تصرفات زوجي رغم أنه تظيف إنسان متدين ومهذب ولا يحرمني من أي شيء أريده لكن إقباله المتزايد على إستعمال الحاسوب جعلني أشك في أمره ومن هنا بدأت علاقتي بالحاسوب بدأت أتجسس على تصرفات زوجي وأحاول مراجعة كل المواقع التي يرتادها خصوصا وأني تقول تخصصت في دراستي الجامعية في علم الأنترنيت ، في الحقيقة لم أتبت عنه أي تصرف مشين لكن وساوسي ظلت تكبر معي كلما زادت مدة زواجنا وعلمت ذات يوم بالصدفة من أخي أن زوجي يملك صفحة على شبكة التواصل الإجتماعي فايسبوك عندها أحسست بأني كنت مخدوعة طول تلك المدة خصوصا وأني سمعت عن قصص علاقات حميمية كثيرة تقع عبر هذه الصفحات الإفتراضية وعن علاقات كٌللت بالزواج من يومها فكرة في إحداث صفحة لي خلسة من زوجي لأتمكن من مراسلته عبرها ومعرفة نواياه وخباياه وهكذا كان وحاولت حتى لا يكشف أمري أن أقنع زوجي بأقتناء حاسوب خاص لي تضيف ف م فتحت صفحتي الافتراضية وأرسلت طلب صداقة لزوجي ومن هنا بدأت علاقتنا الإفتراضية . بدات أراسله وأتحدث إليه وما جعلني أندهش خلال تعرفي به هو أنه أنكر في محادثثنا الأولى أمر زواجه وقدم لي نفسه على أنه رجل أعزب وأمنت أنا بكذبته وسايرته بها وصرنا نتواصل تقريبا كل يوم وبما أنه زوجي لم أدخر من جهدي في مغازلته ومحاولة إغوائه وجعله يتعلق بي وبالفعل بدأ يحبني ، لم يكن من الأمر السهل أن أتقن الدورين معا دور الزوجة و الخليلة لكنني وفقت إلى حد كبير خصوصا وأن زوجي بدأ يجد في خليلته الدفء الذي كاد يٌفقدٌ بيننا كزوجين وأصبح طول الوقت منعزلا بمكتبه وأنا بغرفة نومي وبدأ زوجي يلح علي بان نلتقي وأنا أتحجج له في كل مرة بشيء ما وبأن ظروفي لا تسمح وطلب رقم هاتفي لكنني قلت على انني لا أملك هاتفا وأن أبي رجل شراني سيقتلني لو علم أني أتحدث إلى رجل ما وكان من كثرة تعلقه بي وحبه لي يصدق كل أكاذيبي التي أختلقها بمهارة بالغة ، وإستمرت علاقتنا الإفتراضية لما يزيد عن ستة أشهر وزاد تعلق زوجي بي لدرجة لم أتخيلها وأصبح منشغلاً بي كل الوقت حتى انه انعزل عن أبناءه وعني كزوجة وكان دائما يجيب عند استفساري عن انشغالاته بأن الشركة تمر بأزمة خانقة وأنه منشغل في حل بعض الأزمات والعراقيل وكنت غير ملحة ولا مشتكية لأني كنت أعلم جيدا أسباب أنشغالاته ، لكنني لم أعد أتحمل الوضع واصبحت أحس أن الأمور ستنفلت من يدي ولا أتخيل عواقب الأمر الذي أقحمت به نفسي وصرت خائفة من إفتضاحي أمر ولا أملك الجرأة لإخبار زوجي بالحقيقة فإلى متي سأضلني خليلة زوجي عبر الفايسبوك ؟