" ليل الأروقة " : معرض فني بمدينة تازة " أربعة أجيال ضمن معرض فني واحد : أفق التجاور والتساكن " الدكتور بوجمعة العوفي ضمن فعاليات " ليل الأروقة "، وبدعم من وزارة الثقافة والمجلس البلدي لمدينة تازة وجمعية " أصدقاء تازة "، ينظم الفنانون التشكيليون : أحمد قريفلة، محمد شهيد، محمد قنيبو وصلاح الطيبي معرضا فنيا بفضاء " المكتبة الوسائطية " شارع طنجة بمدينة تازة. وذلك في الفترة الممتدة من 08 إلى 17 نونبر 2013. وفي الكلمة التقديمية لكاتالوغ المعرض الذي تم وضعه تحت عنوان أو محور " أربعة أجيال ضمن معرض فني واحد : أفق التجاور والتساكن "، يكتب الشاعر والناقد الفني المغربي " بوجمعة العوفي " : " تتجاور في هذا المعرض " ليل الأروقة " أربعة تجارب تشكيلية مغربية ( أحمد قريفلة، محمد قنيبو، محمد شهيد وصلاح الطيبي ) ضمن اختلاف واضح في الأسلوب والتقنية. إذ تُشَكِّل هاته التجارب الأربعة موضوعا أو بالأحرى نوعا من التمازج التصويري المُمَيَّز أيضا باختلاف جلي في الرؤى الفنية وفي المرجعيات الجمالية بالنسبة لكل فنان. وبالرغم من أنه يكون دائما بوسع المتلقي لهاته التجارب الفنية الأربعة أن يقوم بنوع من التجميع الممكن والعفوي لأعمال " أحمد قريفلة " ( كفنان عصامي ) و " محمد شهيد " داخل نفس " التيمة " أو الموضوعة ( مناظر طبيعية وأمكنة تاريخية … ) أو ضمن نفس الأسلوب التعبيري ( التشخيصية ) : مع ذلك، تظل الحقول الدلالية لهاتين التجربتين الفنيتين متمايزة ومغايرة لبعضها، وذلك حسب تقنية ورؤية والاتجاه التصويري لكل فنان، من حيث درجات الفرق والاختلاف في استعمال اللون واللمسة ( وجود نوع من " التنقيطية " في أسلوب إنجاز الأعمال بالنسبة للتجربتين معا على سبيل المثال )، وكذلك بالنسبة للتقنية المستعملة في تصور وطريقة إنجاز اللوحة. إذ تبدو أعمال الفنان العصامي " أحمد قريفلة " في فطريتها أو في " سذاجتها " معبرة عن نوع من الوضوح والدقة الملحوظة في طريقة ترسيم وتخطيط الأشياء المرسومة. في حين تجنح أعمال الفنان " محمد شهيد " نحو إثارة ملمح فني قد يوحي بواقعية تكاد تكون انطباعية. وبينما تأتي لوحات " محمد قنيبو " الحاضرة في هذا المعرض، مميزة بحضور وجوه ملثمة، ملفوفة فيما يشبه خِرَقا من القماش أو الضمادات، قريبة من وجوه المومياءات، نصف محجوبة أو حتى ممحوة أو فارغة من ملامحها، فإن طريقة تجسيدها على اللوحة تأتي محكومة أو مطبوعة أساسا بالانتماء أو الانتساب الثقافي والجغرافي للفنان ( قبائل مدينة " تازة " المغربية / مسقط رأس الفنان " قنيبو " ). بحيث تحيل طريقة تشكيل هاته الوجوه في آخر المطاف إلى تقليد احتفالي أو طقوسي، يجد جذوره ودلالته في الاستعمال المحلي والخاص للجسد، في علاقاته باللباس التقليدي ( عمامة الرأس ) المستعمل من قبل هاته القبائل في تمظهرها التزييني والطقوسي في حالات جذبة الجسد ورقصه وانخطافه كذلك. أما أعمال الفنان " صلاح الطيبي " فتختار أو تراهن في هذا المعرض على خيار أو أسلوب فني وجمالي وتعبيري مخالف ومغاير تماما للتجارب الثلاثة الأخرى الحاضرة في المعرض نفسه. إذ تبدو رؤيته الفنية مفتونة بحضور وجمالية وتعبيرية الأشكال. تارة هندسية : ( مربعات، دوائر … ) وتارة : لا شكلية أو بالأحرى غير واثقة من شكلها وحضورها الهندسيين على اللوحة. ومن هنا، تبدو هاته الرؤية التجريدية الخالصة للفنان " صلاح الطيبي " واضحة ومجسدة المعالم تماما في أعماله التصويرية لهذا المعرض : يطبعها حضور وهيمنة اللون الأبيض ولمسات أو لطخات لونية أكثر حجما واتساعا وشفافية كذلك ". والجدير بالذكر أن حفل افتتاح المعرض سيكون مساء يوم الجمعة 08 نونبر 2013 بفضاء " المكتبة الوسائطية " الكائنة بشارع طنجة ( حي بين الجرادي ) بمدينة تازة، ابتداء من الساعة السادسة والنصف مساء.