محمد بوهلال إلى متى تظل ظاهرة انتشار الحمقى وكويلات بشارع الحسن الثاني ؟ على امتداد شارع الحسن الثاني ،هذا الشارع الفسيح والذي انشئ في عهد الحماية ،وتم تمديده من طرف مجلس فاس ليبلغ طوله حوالي 8 كلم ،إذ تطلب إعادة هيكلته وترصيفه بالرخام وإتمام غرسه بأشجار النخيل والدلب الخضراء التي تظل يانعة طيلة ثلاثة فصول لتتساقط أوراقها الذهبية في فصل الخريف لتضفي على الأحواض المبثوثة على طول الشارع جمالية وروعة نادرتين ميزانية ضخمة وينتهي هذا الشارع الذي أضحى أجمل الشوارع الوطنية والإفريقية ،ليعانق شارع الشهيد علال بن عبد الله ،وكلا الشارعين أقيمت على جانبيهما عمارات سامقة ودارات تمتاز بحدائق غناء تمتد حتى شارعي بدر والادارسة ،غير أن هذه اللوحة المعمارية التي أبدعها المهندسون الفرنسيون على عهد الحماية سابقا وأضفى عليها المهندسون المغاربة حلة أنيقة جمعت بين الأصالة والمعاصرة مما يجعل الزائر لفاس يقف منبهرا أمام تدفق مياه نافوراتها التي تخترقها الألوان البنفسجية والوردية لتحيله على جنودها من مناضلي الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال الذي تفانوا في خدمتها من خلال تعاقبهم على تسيير دواليبها وخدمة سكانها في مختلف المجالات لتتوج كعروس بيئية في عقد المدن المغربية التي زكاها جلالة الملك في خطابه الأخير بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الجديدة . غير أن مايخدش هذه اللوحة ويشوه جماليتها هو انتشار الحمقى والمتسكعين الذين يجولون حفاة عراة ممسكين بقنينات امتلأت بالكحول الممزوج بالماء ،هؤلاء لايترددون في إطلاق العنان لكلامهم النابي وإرعاب المواطنين وخاصة هواة رياضة المشي في الصباح الباكر بهذه المنطقة . والغريب في الأمر أن هؤلاء لايعيرون اهتماما لصقور رجال الأمن الذين يمتطون دراجاتهم النارية لتعقب اللصوص والخارجين عن القانون ،وبالمقابل فان دوريات الأمن لاتبالي بهذا الصنف البشري ،في حين فان المفروض إخبار الجهات المسؤولة لاتخاذ الإجراءات اللازمة وذلك بإيداع الحماق في مستشفى ابن الحسن لمعالجة الأمراض النفسية ،أما المتسكعون فمكانهم بالجمعية الخيرية الإسلامية ،إلا أن المؤسف أن المستشفى المذكور فان طاقته الاستيعابية لاتكفي حتى للمرضى الذين يعالجون نفسيا لعدة اكراهات منها استقباله للمرضى النفسانيين من عدة أقاليم قريبة من فاس كتاونات والحسيمة ومكناس ،أما الجمعية الخيرية فهي تعاني نقصا في الأسرة والموارد المالية ،ولعل هذا ما يجعل الأمنيين يغضون الطرف عن هذه الظاهرة التي أصبح أبطالها كويلات والحماق الذين يشكلون خطرا على صحة وسلامة المواطنين لأنهم مستعدون لارتكاب الجريمة في أي وقت من الأوقات وقد يعفيهم القانون من العقاب لوضعيتهم العقلية . السؤال الذي يطرحه المواطنون ترى متى يوضع حد لظاهرة انتشار كويلات والحمقى بشارعي الحسن الثاني وعلال بن عبد الله ،فالواجب الإنساني يقضي بعلاج هؤلاء المرضى النفسانيين حتى يعودوا إلى حالتهم الطبيعية حتى يظل شارع الحسن الثاني وشارع علال بن عبد الله لما لهما من رمزية وبعد وطني موسومين بتلك السمة الجمالية البيئية والعمرانية التي تستقطب مواطني فاس وغيرهم للاستمتاع بما تزخران به من جمالية خاصة في العطل الأسبوعية .