ميزت خلود السباعي أستاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية بين مستويين من الاضطرابات العقلية؛ المستوى الأول يسمى العصاب لا يؤدي بالشخص إلى فقدان الصلة بالواقع أو عدم استيعاب العلاقات الاجتماعية، أما المستوى الثاني فيسمى الذهان يؤدي بالمريض إلى انعدام صلته بالواقع وإدراك العلاقات الاجتماعية، وقالت المتحدثة، إن خطورة هذا النوع الأخير تتجلى في صعوبة مقابلة هؤلاء المرضى ومراقبتهم وضبطهم وتلبية حاجياتهم لأنهم يفضلون الخروج إلى الشارع، رغم ذلك، حملت السباعي الدولة مسؤولية تشرد المختلين عقليا بشكل كبير في عدد من المدن في غياب مستشفيات ومراكز تأويهم وتحد من خطورتهم على أنفسهم والآخرين، واعتبرت تركهم في الشارع العام جريمة في حقهم وحق المجتمع. السباعي أكدت أن انتشار «الحمقى» في الشارع في غياب تدخل السلطات المعنية ظاهرة تزداد استفحالا واتساعا مع انتشار تناول المخدرات وفي غياب مستشفيات كافية لعلاج الأمراض العقلية، وأشارت المتحدثة، إلى أن الظاهرة تشكل خطورة كبيرة خاصة أن المرضى يكونون مفصولين عن الواقع ولا يدركون ما يحيط بهم، وأبرزت أن المشكلة تزداد سوءا مع أصحاب البنية الجسدية القوية، «ففي غياب العقل يمكن أن يصدر عنهم ما لا يخطر على بال، قد يمارسون العنف كما يمكن أن يمارس عليهم «، تضيف المتحدثة. في سؤال عن إمكانية تعايش الناس مع «الحمقى» في الشارع دون حدوث أعمال عنف، ردت السباعي أن ذلك مستحيل لأن المختل عقليا يبقى غير قادر على ضبط سلوكه، فأحيانا قد يلجأ إلى ممارسة العنف على نفسه والآخرين أو اعتراض طريق المارة، وأوضحت المتحدثة، أن المختل عقليا يحتاج إلى العلاج والاهتمام كي لا يتطور المرض، ودعت إلى ضرورة الوقوف بجانب هؤلاء المواطنين لأنهم يحتاجون إلى المساعدة وحماية كرامتهم كإنسان.