انطلقت فعاليات الدورة التاسعة عشرة لمهرجان الموسيقى العالمية العريقة بفاس بحفل الافتتاح الذي تراسته الاميرة للا سلمى والذي كان عبارة عن توليفة فنية جمعت ثقافة الضفتين من خلال اغاني وموشحات ومواويل اندلسية ومغربية تجسيدا لشعار الدروة المغرب اندلس – فاس وفي إطار منتدى إضفاء الروح على العولمة الذي يحمل شعار" أندلسيات جديدة حلول محلية لاضطرابات عالمية " وخلال اليوم الاول للمنتدى حول موضوع الرهانات الجديدة للتنوع " تناول المفكر الفرنسي المعروف وصديق المنتدى الفيلسوف ادغار مورانو التعددية منطلقا من ملاحظة مفادها أن وجود التعدد رهين بوجود ثقافات بصيغة الجمع إذ لا يمكن الكلام عن الثقافة أو الموسيقى أو اللغة المميزة لشعب ما أو جماعة ما إلا بما يقابلها من صيغ للجمع . فالتعدد حسب هذا المفكر الذي يشارك كل سنة في هذا المنتدى هو ذلك الكنز المختزل للوحدة التي تجد ماهيتها في التعدد تجاه الآخر بمعرفة هويته وما يميزه لاحترامه .. لذلك فالتعددية ضرورية لان الديمقراطية نفسها لا يمكن تصورها إلا مع تعدد الأفكار وتتغذى من التنوع واحترام الأقليات ..انها حيوية للحياة ذاتها . وضرب مثلا بما عرفته الإنسانية من أوبئة لم تستطع التسبب في انقراض النوع البشري نظرا للتعدد الذي كان عاملا في مقاومة أشخاص دون آخرين لهذه الأوبئة لتستمر الأنواع . فالتنوع حتى في مفهومه البيولوجي ضروري للحياة ولا يمكن تجاهله اجتماعيا وإنسانيا . لذلك يجب أن نحترم التعدد ونحبه لأن هذه القيمة بمختلف أبعادها هي الوحيدة التي تمكن الإنسان من مواجهة عملية مكننة العالم . متابعة|: عبدالسلام يونس