قررت الكويت منع المقيمين على أراضيها من مراجعة العيادات الخارجية للمستشفيات العامة في فترة قبل الظهر، التي ستخصص للمواطنين الكويتيين فقط. ويقضي القرار الذي اتخذه وزير الصحة، محمد الهيفي، وهو نفسه طبيب جراح، بأن تستقبل العيادات الخارجية للمستشفى العام في منطقة الجهراء غرب الكويت الكويتيين فقط في الفترة الصباحية، اعتبارا من مطلع يونيو المقبل. وسيطبق القرار الذي نشرته وسائل إعلام كويتية في مستشفى الجهراء مدة ستة أشهر «كفترة تجريبية تمهيدا لتطبيقه في باقي المستشفيات» الحكومية. تعليق يقول المثل "عش رجبا ترى عجبا". وقرار الحكومة الكويتية جاء في رجب لنرى منه العجب . عنصرية بجدارة ولا عجب. هذه الكويت التي تعتبر نفسها أول دولة عربية ديمقراطية. هل فهمت هذه الدولة أن غير الكويتي يذهب إلى المستشفى للتسوق مثلا ، أو للتنزه أو انه يقضي وقت فراغه في العلاجات حتى تحدد له فترة لممارسة هواياته التي سيأسف على عدم ممارستها مستقبلا . لعل الحكومة الكويتية – جزاها الله كل خير- تريد أن تحافظ على الأجنبي من رائحة عرق النفط التي تفوح من الكويتي . وأنها تخشى على الكويتي من رائحة الكاري التي تسح من الأجنبي .ويعد شعب الكويت حوالي 1.2 مليون نسمة بينما من يخدمهم من الجنسيات(الأكثرية) الهندية والباكستانية والفلبينية حوالي 2.6 مليون . لعل الحكمة قد فاتتنا من وراء هذا القرار الذي سيثير لجان حقوق الإنسان العالمية ، وذلك انه لا يسمح للأجنبي بالمرض أو التمارض أثناء عمله الصباحي للحفاظ على مستوى إنتاجية معينة وتخفيض تكاليف العلاج الحكومية . وان زوجة الأجنبي لا يحق لها الولادة في الفترة الصباحية وعليها أن تنسق مع وليدها للخروج إلى دنيا الكويت الديمقراطية في فترة ما بعد الظهر .سينشأ في المستقبل جيل أجنبيي يطلق عليه ( هذا جيل ما بعد الظهر). لم يذكر لنا القرار نوعية الأمراض المسموح أن يتعاطاها الأجنبي وكيفية تعاطيه لها أم أن هذه من القرارات الإستراتيجية غير المسموح الإعلان عنها . وماذا عن نوعية الأدوية أيضا؟ هل ستوضع لافتات على أبواب المستشفيات ( لا علاج للأجنبي قبل الظهر). وهل يحق للأجنبي بعمل حجز موعد للعلاج قبل الظهر على أن يكون العلاج بعد الظهر ليكون معلما حضاريا تشارك به الكويت في المسيرة الحضارية الإنسانية !!! هل أصبح الظهر هو التوقيت الرسمي لدولة الكويت؟ عندنا توقيت مكةالمكرمة وتوقيت القدس وتوقيت جرينتش والآن توقيت الظهر. هل هذا القرار ينطبق على عيادات علاج الحيوانات أيضا. إنني اشك أن وزير الصحة الكويتي يفهم معنى المرض وكأنه يأتي نتيجة مفاوضات مع الشخص ويتوج بنجاح الإعلان عنه في الجسم عبر أعراضه المتعارف عليها . هل هذا القرار يتوافق مع شريعة الإسلام السمحة؟ هذا إذا أسقطنا جدلا أن وزير الصحة يفهم معنى كلمة سمحة أو انه سمع بها أو ربما انه نال الشهادة والوظيفة دون تأدية القسم الطبي . الإنسان السوي لا يحب المرض ولا يتمناه والإنسان العاقل لا يحب مثل هذه القرارات ولا يتمنى أنها صدرت عن جهة حكومية .