قررت السلطات التونسية المسؤولة إلغاء فريضة الحج هذه السنة وتأجيلها إلى العام القادم بعد تزايد المخاوف من تفشي فيروس H1N1 المسبب لمرض أنفلونزا الخنازير، وأصدرت هذه السلطات يوم السبت الماضي بلاغا في الموضوع دعت فيه «الراغبين في أداء فريضة الحج هذا العام إلى إرجاء ذلك إلى سنة قادمة» وعللت ذلك بأن هذا القرار يأتي «تأكيدا على أن حفظ النفس من أسمى مقاصد الاسلام». وكانت هذه السلطات قد دعت في وقت سابق إلى إلغاء العمرة لنفس الأسباب. من جانب آخر، أعلنت وزارة الصحة البحرينية عن وفاة شاب بحريني، في وقت سابق الجمعة، نتيجة إصابته بمرض أنفلونزا الخنازير، ليرتفع بذلك عدد الوفيات المسلجة في المملكة الخليجية إلى أربع حالات منذ اكتشاف أول إصابة بالفيروس في مايو ا لماضي. ونقلت وسائل الإعلام البحرينية الرسمية عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، عادل عبد الله، قوله في بيان إن الشاب المتوفى «تم تحويله إلى مجمع السلمانية الطبي من أحد المستشفيات منذ حوالي أسبوعين، في حالة متقدمة من المرض، وصفت بأنها سيئة». وذكر المتحدث أن المتوفى كان رياضيا، حيث كان يمارس رياضة «كمال الأجسام»، مشيراً إلى أنه سيتم إحالة ملفه الصحي إلى اللجنة المسؤولة والمختصة في دراسة حالات الوفاة الناتجة عن مرض أنفلونزا الخنازير، بهدف «تقصي الحقائق والأسباب الرئيسة التي أدت لوفاته». وكانت البحرين، التي يُقدر عدد المصابين بمرض أنفلونزا الخنازير بها بحوالي 200 مصاب، وفق تقديرات السلطات الصحية، قد سجلت ثلاث حالات وفاة سابقة، لشاب بحريني واثنين من الأجانب، في غشت الماضي. وفي الكويت، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل حالة وفاة جديدة بفيروس H1N1، لفتاة كويتية تبلغ من العمر 14 عاماً، توفيت في وقت سابق الجمعة، مشيرة إلى أن الفتاة كانت مصابة بمرض «متلازمة الداون»، بالإضافة إلى إصابتها بالتهاب حاد في الصدر والربو الشعبي. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» عن بيان لوزارة الصحة أن الفتاة المتوفاة أدخلت في حالة حرجة إلى أحد المستشفيات العامة، حيث خضعت للرعاية المكثفة بوحدة العناية المركزة، وتم إعطاؤها العلاج اللازم والأدوية المضادة للفيروسات، لكنها لم تنجح في إنقاذها. وتعد هذه الحالة هي الوفاة التاسعة التي يتم تسجيلها بدولة الكويت منذ بداية الإعلان عن ظهور المرض، وكان أصحابها يعانون أمراضاً أخرى، في حين تماثلت معظم حالات الإصابات المسجلة للشفاء، حيث بلغت نسبة الشفاء من هذا المرض في البلاد حوالي 99 في المائة، بحسب الوكالة الكويتية. في السياق ذاته ،سجل السيد زياد بن أحمد مشيش مسؤول بوزارة الصحة السعودية أن بلاده «لن تمنع أي شخص من أداء مناسك الحج» بسبب أنفلونزا أي (إتش1 إن1 ). وأوضح يوم الاثنين خلال الدورة ال56 للجنة الاقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط المنعقدة بفاس أن جميع الأشخاص، سواء تلقوا اللقاح أم لا، سيخول لهم أداء الشعائر الدينية بالأماكن المقدسة هذه السنة، لكون السعودية تتوفر على الوسائل المطلوبة للحفاظ على الوضع تحت المراقبة (مستشفيات مجهزة وجرعات كافية من اللقاح). وأكد أنه «خلال العمرة، التي تميزت هذه السنة بدخول مليوني معتمر إلى المملكة، فقد تم تسجيل26 حالة فقط لأنفلونزا الخنازير وقد شفي كافة المرضى».