اعتدى طالب “دجيبوتي” يدعى إسماعيل موسى سكيح، يدرس في سلك الماستر بكلية العلوم ظهر المهراز في مدينة فاس، ظهر يوم أمس الثلاثاء بواسطة السلاح الأبيض على أستاذه بشعبة الفيزياء، ثم لاذ بالفرار. وتعود أسباب هذه النازلة، إلى عدم رضى المعتدي على نقطة الامتحان التي حصل عليها في مادة الفيزياء بعدما استفسر الأستاذ عنها، حيث لم ترقه نقطة 20/7، واستغل تواجد الأستاذ لوحده داخل مكتبه وأخرج سلاحه الأبيض ووجه له ثلاثة طعنات، الأولى على مستوى وجهه والثانية والثالثة على مستوى الرقبة، أسقطته أرضا، نقل على إثرها على وجه السرعة إلى قسم الإسعاف بمستشفى الجامعي الحسن الثاني. وقد خلف هذا الحادث حالة من التوتر والرعب في صفوف الطلبة والأساتذة والأطر العاملة بالكلية، وأعاد بذاكرتهم إلى الأحداث المؤسفة التي عرفتها بعض المؤسسات الجامعية التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس في فترة سابقة، والتي عرفت اعتداءات متكررة على الأطر التربوية والإدارية من تعنيف لفظي وإكراه على توقيف العمل عبر إغلاق المكاتب بالسلاسل، ودفعت بثلاثة نقابات تتقدمهم النقابة الوطنية للتعليم التابعة للفيدرالية الديمقراطية للشغل، إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الرئاسة، احتجاجا على استفحال ظاهرة العنف التي طالت زملائهم، محملين الجهات المعنية مسؤولية ما ترتب وما يمكن أن يترتب عن ذلك من تداعيات وانعكاسات سلبية على سير وأداء المنظومة البيداغوجية والعلمية بهذه الجامعة. حادث عجل بمجلس الكلية إلى استدعاء مجلس تأديبي استثنائي للوقوف على أسباب وملابسات هذا الاعتداء الذي هز الجامعة واستنكره الجميع، حيث أصدر المجلس بيانا يدين فيه الاعتداء الذي تعرض له الأستاذ الحسين تيسير، ويشجب العنف والترهيب التي يجتاح الحرم الجامعي ومختلف مرافقه وكل الاعتداءات التي طالت الأساتذة والأطر الموظفة بهذه المؤسسة الجامعية، ثم أصدر قرار عزل الطالب”الدجيبوتي” وفصله عن الدراسة، مصرا على متابعة الجاني وإحالته على القضاء. وفي اجتماع طارئ، خرجت نقابة التعليم العالي بقرار خوض إضراب عن الدراسة نُفذ يوم الأمس الأربعاء تنديدا بما حدث من هجوم على أستاذ بكلية العلوم شعبة الفيزياء بالسلاح الأبيض من لدن الطالب الأجنبي، واحتجاجا على تردي الوضع الأمني بالجامعة وارتفاع نسبة الاعتداءات بالجامعة، راغبين في إسماع صوتهم ونقل إحساسهم بفشل المقاربة الأمنية داخل الحرم الجامعي، كما شجبوا العنف والترهيب الذي يلاحقهم ويلاحق زملائهم داخل المدرجات والأقسام والمختبرات وباقي المرافق الجامعية، أمام لامبالاة المسؤولين عن الشأن الجامعي. وتأسيسا على ما سبق، يلح أساتذة جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس على المسؤولين وعلى رأسهم وزير التعليم العالي بتحمل المسؤولية كاملة بخصوص الوضع الذي تعيشه المؤسسات الجامعية التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بما فيها المتواجدة بكل من تازة وتاونات، جراء التنامي المطرد والتفشي المتسارع لظاهرة العنف، التي اتخذت أنماطا شاذة وصورا غريبة عن الحرم الجامعي، كما وصفها النقابيون في مختلف البلاغات والبيانات التي وزعوها خلال الوقفات التي نظمت بالمناسبة والتي أدانوا من خلالها حجم الاعتداءات وطبيعة المضايقات ونوعية التهديدات، مدينين ما أفرزتها الممارسات العنفية الأخيرة بكليات العلوم والتي تجاوزت كل الحدود والتقاليد والأعراف والقيم الجامعية، معبرين عن تضامنهم المطلق مع الأستاذ المصاب ومع جميع ضحايا هذه المسلكية العنفية، أيا كانت مبرراتها ومصادرها، وأيا كانت مواقع الضحايا وصفاتهم، مطالبين الجهات المعنية باتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات مستعجلة لمواجهة ومكافحة هذه الظاهرة بجميع الوسائل الحضارية المشروعة، ضمانا لأمن وسلامة جميع المكونات الجامعية، وحرصا على توفير الشروط الضرورية لآليات اشتغال المنظومة الجامعية الجهوية. كما شدد البعض منهم على ضرورة التصدي بكل الوسائل المشروعة لجميع التجاوزات والاعتداءات والمضايقات والمحاولات اليائسة والتصرفات الطائشة، التي يراد منها النيل من كرامة الأساتذة الباحثين والإداريين، واستهداف حرمة المؤسسات الجامعية، معلنين استعدادهم الكامل للانخراط في جميع المبادرات والمقترحات لمواجهة هذه الظاهرة ومكافحتها بجميع الوسائل الحضارية، ضمانا لأمن وسلامة جميع المكونات الجامعية، وحرصا على توفير الشروط الصحية الضرورية لآليات اشتغال المنظومة الجامعية الجهوية والوطنية.