خاض أساتذة التعليم العالي بمختلف الكليات التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس "إضرابا إنذاريا"، أخيرا، احتجاجا على تنامي ظاهرة العنف داخل الحرم الجامعي. ونفذ الإضراب بدعوة من "التنسيق الجهوي لأساتذة التعليم العالي بجامعة فاس"، الذي يشمل النقابة الوطنية للتعليم العالي، والجامعة الوطنية لقطاع التعليم العالي، فضلا عن نقابات مهنية أخرى ينضوي فيها إداريو وموظفو جامعة فاس. ونظمت خلال الإضراب وقفة احتجاج أمام مقر الجامعة، شارك فيها أساتذة التعليم العالي والموظفون العاملون بمختلف الكليات التابعة لهذه الجامعة. وندد المحتجون بظاهرة العنف داخل الجامعة، والمتمثلة، حسب بلاغ للمكتب الجهوي للجامعة الوطنية لقطاع التعليم العالي بفاس، في "الاعتداءات المتكررة على الأطر التربوية والإدارية، من تعنيف لفظي وإكراه على توقيف العمل عبر إغلاق المكاتب بالسلاسل". من جهته، طالب محمد بنجبور، الكاتب الجهوي لنقابة التعليم العالي بفاس، في تصريح ل"المغربية"، بأن يبقى الحرم الجامعي بعيدا عن مظاهر العنف، مضيفا أن نقابته "لا تؤمن بالمقاربة الأمنية كحل لمشكل العنف في الجامعة، لكن تؤمن بنهج مقاربة شمولية تتأسس على استجماع مختلف الاختلالات". وأضاف بنجبور أن أساتذة جامعة فاس كان لهم قسط وافر من العنف داخل الحرم الجامعي، موضحا أن "الجامعة يجب أن تبقى فضاء مفتوحا لإنتاج المعرفة وللحرية والإبداع، وليس للاقتتال والاحتراب الداخلي الفصائلي كما يحدث الآن". وأشار إلى مجموعة من حالات العنف في كليات جامعة فاس، وقال إن أستاذا بكلية الآداب ظهر المهراز "تعرض لعنف جسدي فظيع". في السياق نفسه، ذكر محمد خوجة، الكاتب العام للجامعة الوطنية لقطاع التعليم العالي بفاس، في لقاء مع "المغربية"، أن مظاهر العنف داخل الجامعة لها تداعيات سلبية على مردودية التحصيل العلمي، مؤكدا أن الإضراب جاء لاستنكار وشجب كل ما يتعرض له الموظفون والأساتذة من عنف. وأضاف أنه "لم يعد مقبولا أن نسكت على ممارسات تمس السلامة الجسدية للمتدخلين بالجامعة، بمن فيهم الطلاب، وبهذا الشكل الاحتجاجي، نثير انتباه السلطات والجهات الوصية، ومنها رئاسة الجامعة، إلى مخاطر هذه الظاهرة"، داعيا إلى وقف العنف داخل الجامعة، التي هي فضاء للبحث وللتحصيل العلمي وللتعايش. ووصف رئيس جامعة فاس، السرغيني فارسي، في تصريح ل"المغربية"، العنف داخلها بأنه غير مقبول، معبرا عن تضامنه مع الأساتذة المحتجين وضحايا العنف بالجامعة، الذي أصبح يعرقل سير بعض الكليات، خاصة كليتي الآداب ظهر المهراز وسايس، وقال إنه يتابع كل ما يجري بالمؤسسات الجامعية، ويوافي جميع الجهات بكل الاختلالات. وأضاف أن "مرتكبي العنف داخل الجامعة يختارون الظرفية التي يصعدون فيها ممارساتهم، كالدخول الجامعي، الذي تغلبنا عليه وكان ناجحا، إذ سجلنا أزيد من 21 ألف طالب جديد في سلك الإجازة، كما يختارون فترة الامتحانات بهدف عرقلة اجتيازها، وهو ما سنتصدى له". وتعد جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس أكبر جامعة بالمغرب من حيث عدد الطلبة المسجلين بمختلف كلياتها ومعاهدها، حوالي 85 ألف طالبة وطالب.