أيّ مستقبلٍ للتراث الثقافي المتوسطي؟ مؤتمر برنامج التراث اليورو متوسطي الختامي في فاس من 21 إلى 23 كانون الثاني/يناير بروكسل – يعلن برنامج التراث اليورو متوسطي (EH) عن عقده لمؤتمره الختامي من 21 إلى 23 كانون الثاني/يناير 2013 في فاس في المغرب. ومن المتوقع أن يعرض المؤتمر إنجازات هذا البرنامج الذي يموله الاتحاد الأوروبي وأن يشرك الحاضرين في نقاش سيركّز على الإنجازات والطرق الفضلى للبناء عليها من أجل مستقبل التراث الثقافي المتوسطي. خلال الخمسة عشر سنة الماضية، أثبت برنامج التراث اليورو متوسطي الإمكانيات الكامنة في تحقيق نمو إقتصادي وإنساني ورفع المستوى المعيشي من خلال تطوير التراث. الرسالة المهمة التي يمكن إسنتاجها من هذا البرنامج هو أنه من الممكن إستغلال المصادر التراثية للتنمية من أجل المصلحة العامة. ميدانياً، شكّل برنامج التراث اليورو متوسطي الرابع شبكةً واسعة من أكثر من 500 خبير للتراث من القطاعين العام والخاص في المنطقة؛ وقد أعد قاعدة بيانات من 450 ألف مخطوطةٍ ومكتبة أرشيفات للأشرطة المصورة تحتوي على 4000 شريطٍ مصور من 14 محطة تلفزيون، وذال لأجل حفظ هذا التراث القيم وحث الجمهور على تعزيزه وإستملاكه؛ وأنتج عشرات جردات المسارح القديمة وموارد التراث المائية والتاريخ الشفوي والحرفيين والحرف اليدوية، إلخ؛ وأعد منصة تعليم إلكترونية واحدة لإدارة الموارد التراثية وأرشفتها وتثقيف مئات الأطفال والشباب بشأنها؛ وعزز الفرص الاجتماعية والاقتصادية بإعداد 30 درباً سياحياً جديداً وثلاثة متاحف طبيعية في الهواء الطلق وسوق تقليدية (سوق ملكارت) وبتدريب أكثر من 100 مرشد سياحي جديد؛ وطور بناء القدرات بتعريف أكثر من 1500 معلّم إلى التراث الثقافي وتدريب أكثر من 800 اختصاصي وشاب وصبية على المحافظة على التراث ؛ ورفع الوعي بشأن التراث الثقافي في أوساط آلاف الأطفال والراشدين من خلال حلقات عمل تفاعلية وزيارات ميدانية وحملات وندوات ومعارض وألعاب تعليمية. يعلق إنيكو لندابورو مفوضالإتحاد اأوروبي: “بعد 15 عاماً منذ نشأتنا، بات برنامج التراث اليورو متوسطي علامةً للجودة والممارسات الصالحة في ما خص تنمية التراث الثقافي في المنطقة: فالمعرفة والمهارات التي استحوذ عليها كل بلد في إطار هذا البرنامج من شأنها أن تسمح له باتباع المسار نفسه والمضي في المحافظة على التراث قدماً…” ومن شأن التوصيات الناتجة عن المؤتمر أن تقترح توجهات لإجراء تغييرات استراتيجية في المستقبل، ومن بينها تعزيز وتحسين تعريف دور مجموعات المجتمع المدني والقطاع الخاص وعلاقتهما بالسلطات والإطار الذي يمكن فيه أن يحصل تعاون بينهما. على المستوى العملي، يترجم هذا الدور الأقوى الذي يجب إسداؤه للمجتمع المدني بالحصول على عائدات أكبر من المبالغ والجهود المستثمرة، من خلال بناء القدرات المباشر مثلاً والتخطيط الأفضل وتنفيذ المشاريع الريادية، إلخ. يفترض أن تساهم هذه التوصيات في صياغة استراتيجية مستقبلية جديدة للتراث الثقافي لمنطقة البحر المتوسط. وسيتضمن المشاركون في هذا المؤتمر الذي ينظم بدعم وزارة الثقافة المغربية وولاية فاس وبالتعاون مع مؤسسة أدر-فاس – ممثلين عن السلطات في البلدان الشريكة للاتحاد الأوروبي، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني واختصاصيين. يفتتح المؤتمر محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة، ومحمد دردوري، والي فاس، وإنيكو لاندابورو، سفير الاتحاد الأوروبي لدى المغرب. منذ العام 1998، يمثل برنامج التراث اليورو متوسطي أداةً أساسيةً للحفاظ على التراث الثقافي ورفع قيمته كمحفّز للتفاهم المتبادل بين شعوب منطقة المتوسط. يعمل برنامج التراث اليورو متوسطي الذي بات الآن في مرحلته الرابعة على تطوير نشاطاته في إطار الاتحاد الأوروبي، ولكن، فوق ذلك في البلدان المتوسطية الشريكة للاتحاد الأوروبي. بين العامين 1998 و 2007، خصص البرنامج مبلغ 57 مليون يورو لتمويل 32 مشروعاً أشرك كيانات واختصاصيين يعملون في مجال التراث في أنحاء المتوسط.