تنظم المنظمة غير الحكومية الفرنسية "توجهات التراث" يوم 25 ماي الجاري بباريس ورشات حول إدارة التراث المتوسطي، وهي عبارة عن لقاء لتبادل الآراء بشأن موضوع حماية المواقع التراثية الثقافية والطبيعية بالمنطقة المتوسطية وتقييم اقتصادها كأهداف تكميلية. وقال المنظمون خلال ندوة صحفية، أول أمس الاثنين بباريس، إن هذه التظاهر التي تنظم بمبادرة من وصندوق الودائع والأمانات الفرنسي بتعاون مع البعثة الوزارية للاتحاد من أجل المتوسط والمجلس الثقافي للاتحاد من أجل المتوسط و24 مؤسسة ومقاولة ، ستعرف مشاركة فاعلين من القطاع العام والخاص وخبراء متوسطين لدراسة التعزيز السياحي للتراث وتكوين مسيري المواقع التراثية. وتشكل هذه التظاهرة فرصة لتبادل الخبرات وتقاسم أفضل الممارسات حول إدارة المواقع التراثية العالمية انطلاقا من منظور سوسيو- اقتصادي موجه لفائدة الشباب لتتمكن البلدان من أن تصبح فاعلة في تنميتها وتطورها. وأكدت الأمينة العامة لمنظمة "توجهات التراث"، السيدة بياتريس دو فوكو، في تصريح للصحافة المغربية عقب هذا المؤتمر، أن العديد من المشاريع المغربية ستعرض خلال هذا اللقاء ، منها "أراضي أمنار" أحد المتنزهات قرب مراكش، الذي يتبنى مفهوما جديدا لسياحة خالقة لفرص العمل والثروات، وكذا المحطة السياحية "موكادور" قرب مدينة الصويرة التي ستحتضن مركبا فندقيا يحترم جميع معايير التنمية المستدامة. وستركز الورشات على تكوين شباب البحر الأبيض المتوسط للتمرس على مهن ذات صلة بالتراث ستتجسد بفضل برامج أور-متوسطية للمنح الدراسية والتداريب المهنية ، والتي سوف تتيح لشباب الضفة الجنوبية أن يتكون حول المواقع الفرنسية التي كانت مجال تعزيز سياحي. ومن بين المواضيع التي ستتم مناقشتها، هناك "تعزيز التراث في إطار التنمية السياحية المستدامة في المتوسطي" ، و " تحديات الجذب السياحي" ، و "التغيرات المناخية" و "آليات التدبير المالي والحكامة". وينعقد هذا الاجتماع تحت رعاية الرئيسين الفرنسي والمصري، ورئيس المفوضية الأوروبية، والمديرة العامة لليونسكو والمدير العام للمنظمة العربية للتربية الثقافة والعلوم (ألكسو). ويعتبر البحر الأبيض المتوسط الوجهة السياحية الرائدة في العالم زارها 298 مليون سائح سنة 2008 ، أي ما يعادل 4ر32 في المائة من السياحة العالمية. يذكر أن مواقع التراث تستقبل زيارات سياحية مكثفة : 13 مليون في السنة لكاتدرائية نوتردام (باريس) ، أي حوالي 24 مرة في الدقيقة الواحدة، و 7 ملايين لحديقة قصر فرساي بباريس أيضا ، و 4 ملايين لتمثال الحرية (الولاياتالمتحدة) ، و10 مليون لسور الصين العظيم ، الأمر الذي يستدعي وضع خطة لإدارة هذه المواقع.