افتتحت اليوم الثلاثاء بالرباط، ندوة حول وضع استراتيجية الحفاظ على التراث الثقافي المغربي وتأهيله باعتباره مكونا من المكونات الأساسية للهوية المغربية ورافدا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويهدف هذا اللقاء المنظم من قبل وزارة الثقافة بتعاون مع صندوق الأممالمتحدة لانجاز أهداف الألفية للتنمية، إطلاق حوار بين مجموع الفاعلين الاساسيين والمتدخلين في مجال التراث الثقافي المغربي لاعداد ،بشكل تشاركي، رؤية استراتيجية وطنية للحفاظ على التراث الثقافي المغربي وتأهيله. وفي كلمة بالمناسبة، قال الكاتب العام لوزارة الثقافة السيد أحمد كويطع،إن الاستراتيجية الوطنية للحفاظ على التراث الثقافي الوطني المادي وغير المادي من شأنها المساهمة في صيانة وتثمين هذا التراث. وأكد في هذا السياق أن وزارة الثقافة بصدد استكمال عناصر تحليل وتشخيص هذا التراث ووضع أسس الاستراتيجية الخاصة بهذا المجال. وأضاف أن هذه الاستراتيجية، التي يشارك في إعدادها جميع الفاعلين والمتدخلين من مؤسسات متخصصة ووزارات معنية بالموضوع وجمعيات المجتمع المدني، سيتم تدارسها ضمن عدة ورشات خلال هذا اللقاء ،في أفق صياغة مشروع أولي لهذه الاستراتيجية سيعرض في مناظرة لاحقة قصد دراسته والتصديق عليه. وأكد أن التراث المادي المغربي ،من معالم ومواقع تاريخية، في أمس الحاجة الى حماية أكبر وإلى الصيانة والتثمين مما يتطلب معرفة دقيقة للوضعية الحالية وتحديد الحلول الناجعة لها. وأبرز الكاتب العام لوزارة الثقافة أن مسألة ترميم غنى وثراء المآثر التاريخية وصيانتها وتدبيرها بصفة عامة يروم بالأساس إدرجها ضمن السياحة الثقافية الفعلية الكفيلة بالمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. من جانبه قال المسؤول عن قطاع الثقافة بمكتب منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة( اليونيسكو) بالرباط السيد محمد ولد خطار أن (اليونيسكو) تواكب وزارة الثقافة في بلورة استراتيجية وطنية تروم النهوض بالقطاع الثقافي وتوظيفه كوسيلة للتنمية في المغرب، مضيفا أن الحفاظ على التراث الثقافي يعد مكونا أساسيا للهوية المغربية. وأضاف ان البرنامج المشترك "التراث الثقافي والصناعات الخلاقة كقاطرة للتنمية بالمغرب 2008-2011"، الذي يندرج في إطار التعاون بين المغرب وهيئات الأممالمتحدة والممول من طرف صندوق إنجاز أهداف الألفية للتنمية، رصد له مبلغ خمسة ملايين دولار وسيتم إنجازه على مدى ثلاث سنوات، يهدف إلى الاستفادة من التراث الثقافي من خلال تقوية مكانة هذا التراث وتعزيز الصناعات الخلاقة في سياسات واستراتيجيات التنمية البشرية. ويتضمن برنامج هذا اللقاء، الذي حضره مهتمون بمجال التراث الثقافي وفعاليات المجتمع المدني، تنظيم ورشات موضوعاتية تهم "التراث الثقافي المادي" و"التراث الثقافي غير المادي" و"الابداع الفني" و" اعداد الاستراتيجية".