أكد مشاركون في لقاء تواصلي نظم اليوم الثلاثاء بالجماعة القروية أسرير، التابعة لإقليم كلميم، على ضرورة استغلال الموروث الثقافي كدعامة أساسية لتحقيق التنمية المحلية. وأبرز المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظمته وزارة الثقافة بتعاون مع ولاية جهة كلميم-السمارة ووكالة تنمية أقاليم الجنوب ووكالات برنامج الأممالمتحدة للتنمية ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، المؤهلات الثقافية المتنوعة التي يزخر بها المغرب والتي ينبغي استغلالها والتعريف بدورها في التنمية المحلية من طرف المواطنين ومختلف الفاعلين المحليين.
وفي هذا السياق، استعرض السيد عمر أكراز عن وزارة الثقافة، الخطوط العريضة للبرنامج المشترك "التراث الثقافي والصناعات الخلاقة كقاطرة للتنمية بالمغرب 2008-2011"، الذي يندرج في إطار التعاون بين المغرب وهيئات الأممالمتحدة والممول من طرف صندوق إنجاز أهداف الألفية للتنمية.
وأوضح أن هذا البرنامج، الذي رصد له مبلغ خمسة ملايين دولار ويتم إنجازه على مدى ثلاث سنوات، يهدف إلى الاستفادة من التراث الثقافي من خلال تقوية مكانة هذا التراث وتعزيز الصناعات الخلاقة في سياسات واستراتيجيات التنمية البشرية ومحاربة الفقر.
وأشار السيد أكراز، خلال هذا اللقاء الذي نظم بمشاركة منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية وصندوقي الأممالمتحدة من أجل المرأة (اليونيفيم) والأممالمتحدة للسكان، إلى أن هذا البرنامج يتوخى الاعتراف بمؤهلات التراث الثقافي في التنمية الاقتصادية الاجتماعية وإدماجها في استراتيجية وطنية، وتعزيز قدرات الفاعلين في مجال التراث الثقافي لتحسين المحافظة على هذا التراث وتثمينه، بالإضافة إلى النهوض بالتقاليد والقيم الثقافية لتحقيق أهداف الألفية في مسلسل التنمية.
من جانبه، شدد المكلف بقطاع الثقافة بمكتب اليونيسكو بالرباط السيد محمد ولد خطار على ضرورة إعطاء الأولوية للثقافة والمرأة كرافعة للتنمية المحلية، مبرزا الأهمية التي تحظى بها المنطقة ضمن الموروث الثقافي والحضاري المغربي.
وذكر بأهمية هذا البرنامج المشترك في خلق فرص للشغل وتشجيع أنشطة مدرة للدخل وكذا تطوير سياحة ثقافية في المنطقة، مبرزا الاهتمام الكبير الذي توليه هيئات الأممالمتحدة المشاركة في البرنامج للتجارب والمشاريع التي يتم إنجازها بالمنطقة في إطار هذا المشروع.
من جهته، اعتبر والي جهة كلميم-السمارة السيد أحمد حيمدي أن المنطقة التي تعتبر تاريخيا ملتقى للثقافات تختزن إرثا حضاريا كبيرا من شأنه أن يشكل دعامة أساسية للتنمية بالمنطقة.
ويندرج البرنامج المشترك "التراث الثقافي والصناعات الخلاقة كقاطرة للتنمية بالمغرب" في إطار الاستراتيجية الوطنية للمغرب التي تروم محاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي وجعل الثقافة قاطرة للتنمية المستدامة وإدماج المرأة والشباب في مسلسل التنمية وتثمين دورهما.
وتم على هامش هذا اللقاء التواصلي، إجراء زيارة ميدانية لبعض المشاريع التي استفادت من تمويل وتأطير هذا البرنامج، منها على الخصوص تعاونية لإنتاج الكسكس والعجائن والتعاونية النسوية "قافلة" لمنتوجات الصناعة التقليدية المحلية، بالإضافة إلى مشروع ترميم زاوية مولاي البشير والموقع التاريخي "أكويدر" ومتحف تغمرت.