في أجواء عاصفية ممطرة ، وعبر التساقطات الغزيرة و شابيب الرحمة التي هلت على البلاد والعباد ، ورغم الزخات القوية والرياح العاتية شيع جمهور غفير من ساكنة تازة إلى جانب أفراد الأسرة والأحبة وعدد من الصادقين البسطاء زوال يوم السبت 19 يناير الحالي الفقيد الفنان عبد المجيد الهمص رحمه الله الذي وافته المنية يوم الجمعة 18 من الشهر الحالي عن عمر يناهز الثانية والخمسين سنة بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج ، واثر أداء صلاتي الظهر والجنازة على روح الفقيد بمسجد امسيلة ووري الجثمان الثرى بمقبرة سيدي عبد الجليل في تازة العتيقة …بعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم على روحه الطاهرة . الفنان الراحل عبد المجيد الهمص من مواليد تازة في فاتح يناير سنة 1961 تابع دراسته الابتدائية وجزء من الدراسة الإعدادية والثانوية بمدينته ، ويعتبر فنانا عصاميا ، مارس الرسم ثم الفنون التشكيلية منذ حداثة سنه إلى جانب تجارة الثياب بقبة السوق التي شكلت مورد قوته اليومي ، شارك في عدة معارض ونظمت له أخرى محلية ووطنية واستطاع أن يبلوراتجاها في الرسم والفنون التشكيلية شبه فطري يعتمد على قلم الحبر إلى جانب الريشة سمي ب” الهمبكيزم ” (توليفة بين الهمص وقلم ” بيك ” المشهور ) مع بعض الأعمال السوريالية لكن متاعب الحياة ومتطلبات العيش ما لبثت أن صادرت هذه الموهبة الفذة للأسف الشديد إضافة إلى ما عاناه من تنكر الأقربين وتجاهل المتجاهلين وحقد المتمعلمين ….وقد كابد رحمه الله في أواخر أيام مرضه من العزلة والتهميش مع أن لهيب الإبداع كان يتحرك بداخله على الدوام ، لكن الواقع أمر من الدفلى … علما بأن الفعاليات والمعارض والأنشطة التشكيلية بتازة تقتصر على مبادرات فردية وقليل جدا من الجمعيات المعنية بهذا المجال ، ويتم ذلك غالبا في المناسبات وبشكل متباعد ومتقطع بكل أسف مرة أخرى ، ولحسن الحظ فقبل وفاته بحوالي عام وبالضبط في 24 فبراير من السنة الماضية تنبهت أخيرا جهات في المجتمع المدني لهذا الفنان الفذ فنظمت جمعية أصدقاء تازة بالتنسيق مع مندوبية الشؤون الثقافية حفلا تكريميا له بدار الحاج عزوز التازي رياض أزناك / تازة العتيقة حضرتها وساهمت فيها فعاليات مهنية ثقافية وفنية محلية ووطنية كتنسيقية جمعيات تجار المدينة العتيقة والجمعية التازية لفني المديح والسماع واتحاد كتاب المغرب فرع تازة والنادي التازي للصحافة والمواقع الاليكترونية المحلية وغيرها وكان هذا الحفل بردا وسلاما عليه رحمه الله …وشكل في الواقع أكثر من احتفاء رمزي له قيمته المعنوية الرفيعة ، مع أن الفنان ظل يعاني دائما من شظف العيش وقساوة الواقع المرير، ولم يقف رغم ذلك عند باب أو أعتاب احد سوى الله عز وجل ، لأنه كان يحترم فنه ويقدره ، وأكاد أجزم أن التاريخ والفن بتازة والوطن سينصفانه بحول الله إن عاجلا أو اجلا. بهذه المناسبة الأليمة يتقدم النسيج الجمعوي بتازة والنادي التازي للصحافة وشبكة تازة التنموية وجمعية الضاد وفرع تازة لاتحاد كتاب المغرب بأحر عبارات التعازي إلى أسرة عائلة الفنان عبد المجيد وخاصة زوجته وأبناءه وكل الأحباب في هذا المصاب الجلل والي جميع المثقفين والفنانين داخل وخارج تازة ، راجين من العلي القدير أن يمطر شابيب رحمته على الفقيد العزيز وأن يسكنه فسيح جنانه مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وإنا لله وإنا إليه راجعون . عبد الإله بسكمار / تازة من أعمال الفنان الراحل