رئيس المجلس الإقليمي يعزف على الوتر القبلي،وقادم جديد من حزب الاستقلال يصف السكان بالمرتزقة. تحول الجمع التأسيسي لفرع الأمانة المحلية لحزب الأصالة والمعاصرة بدائرة تايناست،والذي احتضنته مقهى فرنسا بأحد مسيلة،صباح يوم السبت 22 يناير 2011،تحول إلى ما يشبه” سوق عام” تعالت فيه أصوات الساكنة احتجاجا على هذا الإنزال غير البريء لأتباع الهمة،وكان مقررا أن يفتتح الجمع على الساعة التاسعة صباحا،إلا أن الدفعة الأولى من الباميين لم تصل إلا في حدود العاشرة والربع،وهو أمر جعل بعض الحاضرين يعلق قائلا:”أن هؤلاء لم يلتزموا حتى بموعد الجمع فبالأحرى أن يوفوا بوعودهم السياسية”. وقد بدا على وجوه “الوافدين الجدد” ارتباك غريب وتوجس غير مألوف،تجلى في النظرات ” الخبيثة” التي كانوا يتبادلونها وفي الهمسات الثنائية والثلاثية فيما بينهم،وهو أمر فسره البعض بغياب الثقة بينهم،وعدم الاقتناع بمبادئ الحزب،ورغم محاولات بعض القياديين تهدئة سخط الحاضرين إلا أن الجلسة افتتحت في جو مشحون جعل مسير الجلسة عبد العزيز بلة يخرج عن هدوئه ويفقد السيطرة على أعصابه ويقوم من مكانه بعصبية مبالغ فيها ليأمر الحضور بالهدوء،لتشتعل القاعة مرة أخرى بالهتاف حيث تعالت كلمات من هنا وأخرى من هناك تصب جام الغضب على هؤلاء” الانتهازيين والسماسرة” الذي ظلوا يعتبرون دائرة تايناست بقرة حلوبا،ورغم تواصل الاحتجاجات فقد أصر “الباميون” على إعطاء انطلاقة الجمع حيث قدم محمد بوليط -المستشار في جماعة أولاد شريف،ومدير الأمانة المحلية لدائرة تازة- ورقة تعريفية عن حزب الأصالة والمعاصرة وتاريخ تأسيسه،وأهدافه،وأكد على اكتساحه للمشهد السياسي وطنيا وجهويا ومحليا.لتئول بعد ذلك الكلمة لمسير الجلسة عبد العزيز بلة رئيس المجلس الإقليمي الذي تقدم للانتخابات الجماعية على رأس لائحة “الميزان” وأدار له ظهر المجن في انتخابات المجلس الإقليمي وارتدى بذلة ” الهمة وإلياس العماري”،وقد بدا بلة متلعثما في كلامه ومرتبكا الشيء الذي جعل أحد الباميين الذي كان بجنبه يتدخل من حين لآخر لتكملة جملة أو تعبير استعصى عليه،ولتذكيره بمعطيات بسيطة أغفلها النقيب السابق لهيئة المحامين بتازة.وفيما يشبه مسرحية مفضوحة قام أحد المستشارين بإحدى الجماعات ليرشح ” الاستقلالي السابق” عضو الجماعة الحضرية لتازة محمد السباعي” أمينا محليا لحزب التراكتور بدائرة تايناست،إلا أن هذا الأخير رفض الترشيح،وأكد على أن الأمين يجب أن يكون من أصل تايناستي،ليخلو المجال لعبد العزيز بلة الذي استنجد بجذوره البرنوصية الفزارية،ويتوسل الحضور قائلا” واش تازة قبلت عليا رئيس وولاد بلادي مايقبلونيش”،وفي الوقت الذي كان بلة يكمل أغنيته الانتخابية البرنوصية وسط استهجان الحضور،تلفظ أحد الهاربين الجدد من حزب الاستقلال” المزوري” بكلام عنصري حيث نعت المحتجين ب”المرتزقة”،مما أجج استنكار الحضور وقال أحدهم معلقا: ” ليس غريبا على من تنكر لحزبه الأم والتحق بحزب التراكتور،أن يحتقر الساكنة” وأضاف آخر ” إن مصطلح المرتزقة دليل على نظرة هؤلاء إلى سكان القرى والبوادي،فهم لا يعتبرونهم إلا كائنات انتخابية يستعطفونهم كلما دنت محطة انتخابية” فيما أضاف آخر أنه عيب على رجل تعليم أن يخطئ في نطق كلمة مرتزقة فالأصح أن ينطقها بفتح الراء وليس بجرها” وزاد مؤكدا أن المرتزقة هم هؤلاء السياسيين الذين تكالبوا على دائرة تايناست بلائحة مطبوخة ومعدة سلفا وهو مؤشر على غياب الديمقراطية والشفافية”وفي ركن آخر هتف محتج قائلا:” ماذا قدم حزب الأصالة والمعاصرة لدائرة تايناست،وتوجه بالكلام إلى رئيس المجلس الإقليمي منددا بطريقة استغلال آليات المجلس أثناء الفيضانات الأخيرة حيث ذكر بأن هناك مناطق معينة ومحظوظة هي المستفيدة من خدمات معدات المجلس الإقليمي،- في تلميح إلى جماعات قروية يحكمها الباميون-،في حين طال دائرة تايناست التهميش والإقصاء”. وفي خضم هذه الجو المشحون كان رئيس المجلس الإقليمي مستمرا في توسلاته واستعطافاته التي لم تفلح في تهدئة الوضع،ليعلن فجأة ترشيحه لأمانة الفرع،ولم يكد ينهي كلماته حتى تعالت تصفيقات بعض ” الشناقة الباميين” الذين بدا أنهم جاءوا مبرمجين بطريقة آلية لتسخين” البندير” ومباركة اللائحة ” المخدومة”،إلا أن أحد المستشارين القرويين أضاع رأس الخيط،وخانته الذاكرة حين اقترح شخصا لكتابة الفرع فصاح في وجهه عضو الجهة محمد الهزاط” أنا اللي غادي ندير كاتب عام”.وقد تناسى الباميون كل شيء وتحلقوا بعضهم على بعض،حيث تلاقت رؤوسهم،وأعطوا للجمهور بظهورهم ومؤخراتهم في صورة تشبه تحلق لاعبي الريكبي على الكرة،ليطمئن كل واحد على عضويته في الفرع.وباستثناء انتخاب الأمين فقد عرفت باقي الترشيحات ولادة عسيرة،فتم رفض رشيد الهيسوفي نائبا للرئيس،ليعوض ببوجمعة اسطيب رئيس جماعة كاف الغار،أما باقي الترشيحات فقد اختلط فيها الحابل بالنابل،ولم نستطع سماع أي شيء،كما أن ظهور ومؤخرات بعض المترشحين حالت دون فهم ما يجري،وقد تسلمنا لائحة المكتب خارج مقر الجمع حيث جاءت التشكيلة على الشكل التالي: - الأمين: عبد العزيز بلة. - نائبه: بوجمعة اسطيب. - أمين المال: الحاج العلمي - نائبه:عبد العزيز الشعيل - الكاتب:محمد الهزاط. - نائبه: محمد صري - رئيس لجنة التنظيم والانخراط والمالية: أحمد حيدة. - رئيس لجنة الشأن العام والمشاركة: عامر بوصباطة. - رئيس لجنة مرافقة المنتخبين: أحمد المرابط. - رئيس لجنة التواصل: أحمد التابتي. رئيس لجنة التنمية والمشاريع الكبرى: رشيد الهيسوفي. المستشارون: حميد الغبلة- علي العيادي- بوجمعة الصنهاجي- محمد بقلول- محمد الكريفي-محمد السباعي.