لم يمنع النزاع الذي اندلع مؤخرا على خلفية التصريح المنسوب إلى مصطفى المنصوري، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار حول حزب الأصالة والمعاصرة، منتخبي الحزبين من عقد تحالف لتسيير مكتب غرفة التجارة والصناعة والخدمات لأقاليم سطاتوبرشيد وابن سليمان التي سيجري انتخاب مكتبها يوم غد الأربعاء، والتي كان من المنتظر أن تنعقد الأربعاء المنصرم وتأجلت لعدم اكتمال النصاب القانوني. وعلى بعد يوم واحد من انتخابات المكتب المسير للغرفة، ارتفعت حمى الاستقطابات بين مجموعتين، الأولى يتزعمها شفيق رشادي، الرئيس السابق للغرفة والذي دخل في تحالف مع القيادة الجهوية لحزب الأصالة والمعاصرة، أما المجموعة الثانية فيقودها حزب الاستقلال. وحاول حزب الاستقلال، خلال الأيام القليلة الماضية، استمالة وكيل لائحة حزب الأًصالة والمعاصرة في صنف الخدمات ببرشيد، مقابل تحالف تشكيل المكتب المسير للبلدية. وعول حزب الاستقلال كثيرا على علاقة القرابة التي تربط عبد الرحيم كاميلي المرشح لرئاسة الغرفة والفائز بدائرة برشيد في صنف التجارة مع نور الدين بيضي، نائب رئيس المجلس البلدي والمنسق المحلي لحزب الأصالة والمعاصرة، لكن هذا الأخير وجد نفسه في موقف حرج مع قيادة حزبه جهويا. ويطمح بيضي إلى عضوية المجلس الإقليميلبرشيد عبر الغرفة، الشيء الذي يجعله قاب قوسين من فقدان العضوية به، في حال تحالفه مع حزب الاستقلال على حساب التحالف الذي يقوده حزبه، خصوصا أن الأعضاء الخمسة عشر المنتمين إلى الغرفة من إقليمبرشيد سيصوتون على ممثلهم في المجلس الإقليميلبرشيد، مما يجعل حظوظ نور الدين بيضي للمرور إليه في يد حزب التجمع الوطني للأحرار الذي حصل على عشرة مقاعد من أصل 15 في إقليمبرشيد. ويدخل شفيق الرشادي، أمين مجلس النواب، المنافسة على رئاسة الغرفة، مدعوما بتحالف عقده مع العربي هرامي، المنسق الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة، وبتجربته السابقة في تسيير الغرفة رفقة أعضاء المكتب المسير، من بينهم صلاح الدين مزوار، وزير الاقتصاد والمالية، الذي شغل منصب نائب رئيس الغرفة في الإقليم. وأفادت مصادر مطلعة أن القيادة الجهوية لحزب الأصالة والمعاصرة قد أبرمت ميثاق شرف مع منتخبي التجمع الوطني للأحرار، مقابل تصويت منتخبي هذا الأخير على ادريس متقي، الفائز باسم الأصالة والمعاصرة بدائرة أولاد زيان 20 والمرشح لرئاسة غرفة الفلاحة، خاصة أن حزب الجرار حصل على 11 مقعدا في انتخابات غرف الفلاحة، ويتنافس على رئاسة غرفة الفلاحة كل من محمد بن الشايب، رئيس المجلس البلدي لبرشيد الفائز بالدائرة الانتخابية في سيدي المكي عن حزب الاستقلال، وعبد الرحيم العلافي، الفائز بدائرة لمفاسيف بإقليمخريبكة عن حزب البيئة والتنمية المستدامة. وحصدت لائحة التجمع الوطني للأحرار في صنف الصناعة 8 مقاعد ومقعدين في صنفي التجارة والخدمات، في حين تمكن العربي هرامي، الأمين العام الجهوي لحزب الجرار من الظفر بمقعدين في صنف التجارة، كما حصل الحزب على مقعدين في صنف الصناعة، بالإضافة إلى المقعد الذي حصل عليه نور الدين المزابي الذي ترشح في الانتخابات الجماعية ببلدية ابن احمد باسم «التراكتور»، وترشح خلال انتخابات الغرف مستقلا ليضمن للحزب أكبر عدد من المقاعد. وضمن تحالف حزبي الأصالة والتجمع الأصوات المقربة من عبد الله القادري، الأمين العام للحزب الديمقراطي الوطني، من بينهم فؤاد القادري الذي يستبعد أن يحصل تقارب بينه وبين حزب الاستقلال، خاصة أن جراح انتخابات تشكيل المكتب المسير لبلدية برشيد لم تندمل بعد.