تساءل ذ محمد القباج الرئيس الوطني لجمعية فاس سايس عن دواعي احتفال مدينة فاس بالذكرى 30 لتأسيس المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة هذه التظاهرة التي نظمت من طرف جمعية فاس سايس بتنسيق مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله وولاية فاس ومجلس المدينة ومديرية الثقافة يوم 15 نونبر 2012 ،ليؤكد ان فاس ترتبط ارتباطا عضويا بالمؤسسة التي كان ميلادها بفاس بقصر المؤتمرات وبحضور المغفور له الحسن الثاني يوم 3 ماي 1982 حيث أدارها السياسي المحنك الراحل عبد الهادي بوطالب. وأكد السيد القباج أن منظمة الاسيسكو مؤسسة محورية في العالم الإسلامي إذ تضم في عضويتها 50 دولة إسلامية تزخر بمذاهب متنوعة ،وهذا التنوع والغنى يمد الإنسان بأفكار خلاقة باعتباره إرثا إنسانيا ،غير أن ما نراه اليوم من خصوم الإسلام الذين يقومون بحملات عشواء لايعكس غنى تنوع ارثنا الحضاري الشيء الذي أدى إلى التفرقة بين الشعوب الإسلامية ،لذا فان العالم الإسلامي يظل في حاجة ماسة إلى منظمة الاسيسكو حتى تلم الشمل وتضع منهجية لمواجهة ما يتعرض له الإسلام من حملات شرسة تمس مقدساتنا وحضارتنا الإسلامية ،سيما وان الإسلام وصل أوج الانتشار وأصبح يهدد عددا من النظريات . لقد شوه خصومنا يضيف ذ القباج مبادئ الدين الحنيف وحرفوا أفكاره التي تدعو إلى المحبة و الايخاء والسلم وجعلوا منه دين عنف وتطرف فكل القيم النبيلة التي جاء بها الإسلام يروج لها عكس مضامينها ،ولعل ما حدث في أوروبا من كوارث ضد الإنسانية وفي طليعتها محرقة اليهود التي تعد من أبشع الممارسات اللا إنسانية ،ورغم ذلك يظل الإسلام هو الدين المستهدف ،لذا فان دور مؤسسة الاسيسكو دور أساسي لمحاربة هذا التشويه وإعطاء صورة حقيقية عن الإسلام خاصة أن هذه المنظمة يديرها الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المعروف بوطنيته وبثقافته الواسعة وحضوره الوازن في كل المحافل والقارات . الدكتور محمد لحمر الكاتب العام لجمعية فاس سايس تطرق في كلمته الى دور فاس التاريخي الحاسم في صنع القرارات ليتحدث بعد ذلك عن مرحلة تأسيس الاسيسكو ويرحب بضيوف فاس الذين قدموا من أوروبا واسيا وإفريقيا ودول الخليج لحضور الاحتفال بالذكرى وتكريم مدير المنظمة . وقد تعافب على منصة الخطابة عدد من المتدخلين الذين نوهوا بالخصال الحميدة للدكتور التويجري ودوره الفاعل في منظمة الاسيسكو التي تسعى جاهدة في كل المحافل الدولية لإعطاء نظرة حقيقية عن الإسلام باعتباره دين تسامح ومحبة ونبد العنف والتطرف . من جهته أشاد الدكتور التويجري بالعناية الملكية والدعم الذي حظيت به المنظمة ولازالت من طرف الملكين الحسن الثاني ومحمد السادس باعتبارها احد أركان التضامن الإسلامي :كما أشاد بالدور الكبير للمدير العام الاول د عبد الهادي بوطالب الذي نهض بمسؤولية بناء هياكلها ،وقال .. إن النجاح الذي تعرفه النمظمة يعود إلى الجهود التي تبدلها الإدارة في التطور والتجديد تسييرا وتدبيرا وترشيدا للنفقات وتدبير الموارد والانفتاح على المحيط الدولي من خلال شبكة واسعة من علاقات التعاون والشراكة مع اكثر من 190 منظمة دولية وإقليمية والانخراط في مجهود المجتمع الدولي تعزيزا لحوار الثقافات ونشر ثقافة العدل والسلم وترسيخ قيم الود والتفاهم والتسامح بين الشعوب . هذا وقدمت للدكتور التويجري دروع وهدايا تذكارية اعترافا لما يقدمه من خدمات جليلة للاسلام والشعوب الاسلامية . وعلى هامش هذه الذكرى تم الوقيع على اتفاقية تفاهم بين المنظمة وجمعية فاس سايس وجامعة سيدي محمد بن عبدالله وجامعة القرويين