صدرت الطبعة الثانية من كتاب الدكتور عبد الهادي بوطالب »موقع العالم الإسلامي من الحوار الحضاري ودراسات أخرى« عن منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو 1431 ه / 2010 م، وقدّم له الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة، وهو يشتمل على الدراسات التالية: »موقع العالم الإسلامي من الحوار الحضاري«، »وحدة العالم الإسلامي بين النظرية والتطبيق«، »حقوق الإنسان في الإسلام والبعد الروحي في مسلسل التنمية«، »السلفية استشراف مستقبلي«، »الديمقراطية والشورى«، »دور التربية في تنمية العالم الإسلامي وتضامنه«، »الحكم والسلطة والدولة في الإسلام«، »بين الشريعة والفقه والقانون«. ومما جاء في مقدمة د. عبد العزيز بن عثمان التويجري قوله: »كان الدكتور عبد الهادي بوطالب علَما شامخا من أعلام الفكر والعلم والثقافة والدبلوماسية والأستاذية، يفتخر به العالم الإسلامي، وليس بلده المملكة المغربية فحسب، لأن مساحة اهتماماته كانت تمتد من المحيط إلى المحيط. ولذلك كانت وفاته خسارة للأمة الإسلامية. لقد كان الدكتور عبد الهادي بوطالب أول مدير عام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - إيسيسكو - بقرار اتخذه بالإجماع المؤتمر التأسيسي الذي عقد في مدينة فاس المغربية في شهر مايو سنة 1982. واستمر في منصبه على رأس المنظمة إلى نهاية شهر نوفمبر سنة 1991، باذلا جهوداً مضنية في وضع القواعد التأسيسية للمنظمة، وفتح آفاق العمل أمامه، وساعيا من أجل تثبيت حضورها في الساحة الدولية، ونشر رسالتها الحضارية في العالم، تعزيزا للعمل الإسلامي المشترك، وإحدى الشخصيات العامة ذات الحضور والإشعاع داخل العالم الإسلامي وخارجه، ومفكرا من الطبقة العليا ذا ثقافة واسعة وعلم غزير ورؤية نافذة، شارك مشاركة فاعلة، في ميادين الفكر والعلم والتاريخ والأدب والثقافة، فضلا عن الإنجازات الكبيرة التي حققها في مجال العمل الدبلوماسي والسياسي، حيث تقلد مناصب عليا في الدولة المغربية، فكان وزيرا في الحكومة الأولى بعد استقلال المغرب، ثم تقلب في مناصب وزارية في فترات متعاقبة، منها وزارة التربية الوطنية، ووزارة العدل، ووزارة الخارجية، ووزارة الإعلام، وكان رئيسا للبرلمان، وعمل سفيرا لبلده في سوريا ثم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما عمل مستشارا لجلالة العاهل المغربي الملك الحسن الثاني، يرحمه الله. وكان عضوا في أكاديمية المملكة المغربية، وهي أكبر محفل علمي وثقافي وأكاديمي في البلاد، وعضوا في مجامع ومؤسسات علمية وفكرية عربية وإسلامية أخرى، وأستاذا للقانون الدستوري وللعلاقات الدولية في كل من جامعة محمد الخامس في الرباط وجامعة الحسن الثاني في الدارالبيضاء. لقد فقد المغرب والعالم العربي الإسلامي بوفاة الدكتور عبد الهادي بوطالب، شخصية رفيعة المقام ذات سجايا حميدة ومؤهلات عليا ومواهب مبدعة... وعلى مدى سبعة عقود قدم الدكتور عبد الهادي بوطالب لبلده ولأمته ولدينه ولثقافته، جليل الخدمات وعظيم الإنجازات، منذ أن كان فتى يافعا ظاهر النبوغ في جامعة القرويين التي تخرج فيها في سن مبكرة بحيث كان أصغر خريجي هذه الجامعة العريقة ينال شهادة العالمية«. »وفي هذه المناسبة تعيد المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة نشر الدراسة التي صدرت للدكتور عبد الهادي بوطالب سنة 1985 بعنوان: »موقع العالم الإسلامي من الحوار الحضاري« مرفوقة بسبع دراسات ومحاضرات أخرى، كان قد ألقاها الدكتور عبد الهادي بوطالب في مؤتمرات وندوات واجتماعات إسلامية ودولية، وهي شاهدة على المنزلة الفكرية العالية التي كان يتبوأها باعتباره من صفوة المفكرين الكبار المثقفين المتميزين المقتدرين. رحم الله الدكتور عبد الهادي بوطالب برحمته الواسعة، وجزاه، سبحانه وتعالى، الجزاء الأوفى عما قدم لبلده ولأمته من خدمات جليلة دخل بها تاريخ العمل الإسلامي المشترك وتاريخ الجهاد الوطني السياسي والثقافي والفكري«.